هى نغمة جديدة ـ أراها ـ خطيرة ـ استشرت فى السياق العام المصري، وتبناها ورددها بعض عناصر ما يُطلق عليه: (النخبة المصرية) إشارة لما سموه مطاردة التيار المدنى السلمي، بعد أن أعيتهم الحيل والوسائل فى مواجهة التيار الشعبى الجارف لتأييد الرئيس عبدالفتاح السيسي.. هى محاولة مستحدثة لإعادة إنتاج فيلم (هدم الدولة فى مصر) أو اختراع دور جديد لعناصر ما يُسمى (النخبة) لتسيير وقيادة كتلة الناس فى البلاد إلى حيث يريدون، أو إلى حيث تريد الدول أو أجهزة المخابرات ذات الصلة ببعضهم.
لم يلتفت هؤلاء إلى أن ما قالوا عنه (مطاردة التيار المدني) كان عمليات لمنع التجاوز ولإنفاذ القانون، وأن ما يشيعونه عن (موت السياسة) هو تغير مفهوم تلك السياسة لتصبح تغليب (ما يريده الشعب) وليس سيادة ـ ما صار له طبقة صناع ومروجين ـ تحترف ألاعيب المثقفين والمستثقفين التى انتظمها ـ فى مشهد لن يتكرر ـ سيرك أغرق البلد والناس فى لجاج عبثى ولغط هائل، كان عنوانه الكبير إسقاط الشرطة والإعلام القومى وسترها الله معنا فلم تتمكن تلك العملية من إسقاط الجيش أو القضاء..
إن السؤال الذى يتبادر إلى ذهن صاحب أى ضمير وطنى حي، هو ما الذى يريده المنادون (بعدم موت السياسة على حد تعبيرهم) هل هو خلق ـ من جديد ـ لمساحات وفضاءات تمكنهم من ذات ممارساتهم التى يحتفظ بها الناس فى ذاكراتهم وأيضا فى أفلام وأرشيفات صحف ومواقع إلكترونية حين حاولوا قيادة كتلة الشعب إلى تغييب وجود الدولة أو القانون مستغلين ـ فى ذلك ـ عدم وجود مشروع يؤمن به الناس ويرتبطون؟!.. اليوم صار للدولة فى مصر ذلك المشروع، وإذا كانت السياسية هى نفس ما احترفته (النخبة) فى السابق من ممارسات، فإننا نقولها بعلو الصوت: (ألا تباً لهذه السياسة) إننا ألقيناها ـ أثناء سعينا لإعادة بناء مصر ـ فى صندوق القمامة، ومعها كل من يتباكى على ما سماه: (مطاردة التيار المدنى السلمي) أو يحاول أن يخترع لنفسه حضورا فى المشهد الجديد ليمارس نفس الدور وينفذ ما تمليه عليه القوى التى تحركه فى الداخل والخارج.
لمزيد من مقالات د. عمرو عبد السميع رابط دائم: