أخشى أن يأتى اليوم الذى نتندر فيه على ما تحمله أغنية محمد عبدالوهاب: المية تروى العطشان، فى ضوء ما نواجهه من شح مائي، ليس فى مصر وحدها ولكن فى منطقتنا وفى أنحاء مختلفة من العالم، حتى إن البعض أصبح يتوقع أن تكون الحروب المقبلة بسبب المياه. وذلك الخطر ليس وليد اليوم بل حذر منه خبراء غربيون منذ ثمانينيات القرن الماضى مشيرين إلى أن منطقة الشرق الأوسط تواجه مشكلة ندرة شديدة للمياه. بدأت مصر تحركا نشطا فى هذا السياق لتنويع موارد مياهها، لكن المسئولين لا يتحركون كما ينبغى لرفع الوعى الجماهيرى بضرورة ترشيد استخدام المياه. ويحضرنى هنا إعلان رسوم متحركة بسيط وعبقرى يحث على ترشيد استخدامها حفظه الصغار والكبار، وكان يذاع بالتليفزيون فى سبعينيات القرن الماضي. اشتهر إعلان «ست سنية» سايبة الميه ترخ من الحنفية ودفع الكثيرين فعلا لترشيد استخدام المياه. نتحدث عن ضرورة التوقف عن رش الشوارع وغسل السيارات بخراطيم المياه التى تهدر مياه الشرب العزيزة، لكن دون تطبيق على أرض الواقع. حاولت أخيرا التواصل مع شركة المياه والصرف الصحى (خدمة العملاء) وطرح فكرة القيام بجولات ميدانية من مسئوليها للتحقق من سلوكيات خاطئة، وتطبيق المخالفات التى ينص عليها القانون. وفوجئت أنهم لا يتحركون إلا بتحديد رقم عقار بعينه يقوم بذلك. ربما ترى الشركة أن مهمتها تنحصر فى إنتاج المياه وليس ترشيد استهلاكها. إذن يجب على الأحياء أن تنظم جولات ميدانية لتطبيق القانون الذى يحظر إهدار المياه لتظل تروى العطشان. ويحضرنى المثل القائل: إللى ما يسمع يأكل لما يشبع، أى من لا يسمع للنصح ويأخذ به يعرض نفسه لما لايحب.
لمزيد من مقالات إيناس نور رابط دائم: