رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

كل يوم
مصانع الدبلوماسية المصرية!

مع تطور الدنيا وتطور المفاهيم بات علينا أن نراجع كثيرا من توجهاتنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية وفرق كبير بين المراجعة والإلغاء وإذا أخذنا مثلا باتساع مساحة الرفض العالمى لأية شعارات قومية حيث ينظر إليها على أنها رايات عنصرية ضيقة الأفق، فلن يضيرنا أن نكتفى برفع رايات العروبة لإزالة أية مخاوف لدى الآخرين.

إن العروبة عنوان لشعوب مسالمة تقدس تراب الأرض التى تعيش عليها منذ فجر التاريخ ولا تطمع فى أى توسع إقليمى يكسبها المزيد من الأرض فهى بنت الجغرافيا الواحدة والتاريخ الواحد واللغة الواحدة والإله الواحد.

ربما يحصن العروبة ويقوى من حجتها فى الساحة العالمية أننا أمة تؤمن بوحدة المصير للإنسانية كلها بهدف نشر السلام وتدعيم أواصر الترابط والتضامن بين مختلف الشعوب.

العروبة التى نشرف بأن نحمل راياتها عنوان جغرافى وتاريخى لمنطقة وشعوب ترسخت فى وجدانها العقائد الدينية بمفهوم سمح يرى أن الأديان السماوية الثلاثة تصل بالإنسان إلى غاية واحدة ولكن الوسائل تختلف وهذا دليل يدحض أية ادعاءات لعنصرية العرب ورفضهم الاعتراف بالآخر.

ولست أنكر أننى أنتمى لجيل ولد وترعرع فى أحضان الفكر القومى ومازال جوهر هذا الفكر يسكن فى عقلى ووجدانى مثل ملايين أكثر من المحيط إلى الخليج وأظن أن أغلبهم ربما يشاركنى الرأى فى أنه لا ضرر ولا ضرار من إحلال مسمى العروبة محل مسمى القومية العربية لإزالة أى التباس أو سوء فهم لدى الرأى العام العالمى الذى يربط أغلبه بين القومية والعنصرية.

ومن حسن الفطن أن تقطع الطريق على خصومك بإزالة الحجج التى لا تمس ثوابتك فالعروبة عنوان كاف للروابط الجغرافية والتاريخية وهذا جوهر ولب ما تفعله مصر حاليا لغزل خيوط نسيج جديد فى علاقاتها العربية.. وقد كانت زيارة ولى العهد السعودى الأخيرة لمصر نموذجا للأقمشة السياسية الجديدة التى تنتجها حاليا مصانع الدبلوماسية المصرية التى تستحق كل الشكر وكل التحية.

خير الكلام:

  •  ألم تَرَ أنَ العقلَ زينٌ لأهْله.. وأنَ كمالَ العقْل طولُ التجاربِ!
[email protected]
لمزيد من مقالات مرسى عطا الله

رابط دائم: