رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

«عقدة النقص».. و «التفوق فى الحياة»

ماذا لو فاجأك.. شخص ما بسؤال لم يكن فى حسبانك؟.. مثل: هل تعانين من «عقدة نقص» فى حياتك؟ بالطبع ستكون إجابتك سريعة وتلقائية هى:.. لا .. على العكس فأنا أشعر «بالتفوق» على الناس من حولي!. ولهذا فإنه من غير اللائق طرح مثل هذا السؤال، وكل مانحتاج اليه هو مراقبة أنفسنا وسلوكياتنا للإجابة عليه، واكتشاف الطرق التى نتحايل بها على المجتمع لتأكيد أهميتنا، فالمرأة المتعجرفة «على سبيل المثال» ماهى إلا شخصية تعانى من «عقدة نقص» حين تفكر قائلة لنفسها: من المرجح أن كثيرا من أفراد المجتمع المحيط بى سيحاولون تجاهلى والتقليل من شأنى، ولهذا من الواجب على أن أسبقهم وأريهم مدى أهميتى! ومن ثم يتسم سلوكها بالغطرسة والتكبر ، وتعمد السير بخيلاء أمام الناس كأنها تقول «يا أرض اتهدى ..ماعليك قدى»، أيضا يمكننا أن نرى فى سلوك المرأة التى لديها «عقدة نقص» إفراطا فى استخدام يديها ومبالغة فى تحريك تعبيرات وملامح وجهها، وربما حين تتحدث تشعر بأن كلماتها غير مفهومة فتستخدم لغة الجسد لتأكيد المعنى الذى تتفوه به شفتاها.

ومن هنا نرى أن جميع أنماط السلوك التى تظهر شعور الفرد «بالتفوق» تخفى من خلفها «عقدة نقص» تدعوه إلى بذل مجهودات خاصة لإخفاء مثل هذه المشاعر التى يعانيها، وهو فى ذلك مثل الشخص الذين يخاف أن يوصف بقصر القامة، فيقوم بالمشى على أطراف أصابع قدميه حتى يظهر بأنه أطول قامة من حقيقته. وجميع الأفراد «العصابيون» يعانون من «عقدة نقص» ويمكننا التعرف عليهم من خلال المواقف التى يشعرون فيها أنهم غير قادرين على الحياة بطريقة مفيدة، بل والحقيقة أن كل فرد منا يعانى من «مشاعر نقص» مختلفة عن الآخرين، فلا يوجد شخص أيا كان- يستطيع تحمل مشاعر النقص لفترات طويلة ولو حدث وتحمل فإنه سيعانى من ضغط عصبى يتطلب منه ردود أفعال سريعة بتعويض شعوره بالنقص عن طريق تظاهره «بالتفوق» ومحاولة تجنبه الهزيمة بدلا من إحرازه النصر والنجاح الحقيقى، وسيكون الانطباع المأخوذ عنه هو التردد والجمود أمام الصعوبات، وتقييد حركته -عن عمد- فى حجم اتصالاته بالعالم الخارجى، وقد يعمل على إبقاء مشاكل حياته الأساسية «فى العمل والعلاقات مع المجتمع والزواج» بعيدة قدر الإمكان ،وفى هذه الحالات يكون قد وضع نفسه «فى سجن ضيق» وأغلق أبواب الحماية على نفسه من البيئة المحيطة «بالضبة والمفتاح»، وعن استخدام «التفوق» مقابل الشعور «بعقدة النقص»، فالهدف دائما لصاحب «عقدة النقص» هو الحصول على «التفوق» دون العمل على تحسين الموقف الأصلى الذى سبب المشكلة التى تعترضه فى شعوره بالنقص، ويرى علماء النفس أن «عقدة النقص» تظهر على السطح لدى الأفراد كثيرى البكاء والشكوى مثلهم مثل الذين يعانون من الخجل والشعور بالذنب، وأنهم على استعداد للاعتراف دائما بضعفهم وعدم قدرتهم على الاعتماد على أنفسهم، ولكن مايحاولون إخفاءه عن الجميع هو هوسهم بتحقيق هدفهم فى «التفوق» ورغبتهم الملحة فى أن يكونوا فى مقدمة الصفوف مهما كان الثمن، يرى العالم ادلر «ولد فى عام 1870 فى إحدى ضواحى فيينا عاصمة النمسا»: أن «عقدة النقص» واحدة من أهم اكتشافات علم النفس الفردى، حتى أن الأطباء النفسيين، وينصحون بعدم إخبار الذين يعانون من «عقدة النقص» بحقيقة مرضهم لأنه أمر غير مفيد على الإطلاق فلا ينبغى علينا أن نركزعلى مشاعر النقص التى يعانون منها دون أن نفتح لهم طريقا للتغلب عليها، وأن نفتح لهم طرقا للتعامل مع الحياة ومواجهة مشاكلهم باستخدام الحلول الشاملة، وأن نساندهم عندما يفشلون ويفتقدون الشجاعة اللازمة.

[email protected]


لمزيد من مقالات سعدية شعيب;

رابط دائم: