رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

سليم الجبورى رئيس مجلس النواب العراقى لـ «الأهرام»: مصر الأكثر قربا لنا ..ونقدر مساندتها فى مواجهة الإرهاب

العزب الطيب الطاهر
سليم الجبورى رئيس مجلس النواب العراقى

  • لا مجال للتراخى بعد هزيمة «داعش».. ونتطلع لتجاوز الطائفية فى الانتخابات

 

الدكتور سليم الجبورى، رئيس مجلس النواب العراقى واحد من الأرقام المهمة فى المعادلة الوطنية والسياسية بحكم رئاسته السلطة التشريعية، التى تمارس فى زمانه دورا فاعلا فى ترسيخ مناخ الاستقرار ضمن صلاحياتها المحددة في الدستور، وفى ضوء سمات شخصية يتمتع بها الجبورى، فى صدارتها الحرص على التفاعل مع كل مكونات الشعب العراقى، بما يحافظ على التوافق الوطنى فيما بينها.

فى ليلة بغدادية آمنة وهادئة إلا من صخب السياسة والإعلام، استقبلنى الجبورى بمقر مجلس النواب عقب لقاء موسع مع المشاركين فى احتفالية تتويج بغداد عاصمة للإعلام العربى، وجرى معه الحوار التالى متناولا العديد من ملفات العراق بالداخل، وعلاقاته مع محيطه الإقليمى والعربى، وفى المقدمة منه مصر التى عبر عن اعتزازه بدورها، واستعادتها عافيتها القومية، فإلي نص الحوار:

 

كيف تنظرون إلى العلاقات بين مصر والعراق؟

ثمة تقدير كبير لدينا لتفاعل مصر مع الواقع العراقى وبالذات على صعيد تأييدها ومساندتها الحرب على تنظيم داعش الإرهابى وتحرير البلاد من قبضته وذلك على الرغم مما تواجهه من تحديات عديدة، وفى رأيي فإن التعاون المشترك بين البلدين فى المرحلة المقبلة يتعين أن يركز على البعد الاقتصادى وهناك جهود ملموسة فى هذا المجال ولدى ثقة بأن البلدين الشقيقين يمتلكان المقومات التى من شأنها تحقيق المزيد من هذا التعاون بما يحقق مصالحهما العليا فنحن نشعر على الدوام بأن مصر فى صدارة الدول الأكثر قربا من تطلعات وآمال الشعب العراقى وهو مايجب أن يترجم فى خطوات عملية فى كل قطاعات التعاون تصب فى مصلحة الشعبين والبلدين.


الجبورى خلال حديثة مع مندوب الأهرام

 

فى هذا السياق التقيت المهندس ابراهيم محلب مساعد رئيس الجمهورية للمشروعات القومية ضمن زيارته بغداد قبل أيام وكان اللقاء مثمرا وقد بحثت معه سبل زيادة وتيرة التنسيق المشترك في مجال مكافحة الارهاب وحفظ الأمن عربيا وإقليميا وأكدت له وللوفد المرافق من كبار المسئولين المصريين ورجال الأعمال أن العراق قطع شوطا مهما على صعيد تعزيز الأمن والاستقرار بعد أن حرر جميع أراضيه من براثن عصابات «داعش» الارهابية، وأنه يعد العدة لإعادة إعمار المناطق المحررة، ولاشك فإن ثمة أهمية كبرى لمشاركة الدول العربية في مشروعات إعادة الإعمار، وفى مقدمتها جمهورية مصر العربية الشقيقة، كما أننى أرى أنه يتعين على قيادات البلدين تكثيف التعاون والتشاور المستمر لإيجاد حلول للأزمات الحالية في المنطقة العربية، فقناعتى أنه بمقدور العراق ومصر التأثير إيجابيا على صعيد القضايا التي تخص الشأن العربي.

هل تتطلب مرحلة مابعد «داعش» فى العراق مسارا جديدا ورؤية مغايرة؟

اتفق معك أن ثمة مرحلة جديدة دخلها العراق بعد تخليص البلاد من براثن تنظيم «داعش» الإرهابى وهى بصراحة تتطلب تفهما للواقع وقراءة صحيحة لمفرداته ونقل أبعاد الصورة الحقيقية الى الآخر لاسيما أن ثمة دوائر سواء فى الإقليم أو فى العالم، ما زالت البعض تشكك فى أدائنا وقدرتنا على تجاوز محنة «داعش» والمضى قدما باتجاه إعادة بناء الدولة العراقية.

إن هناك روحا جديدة تتسم بقدر كبير من الحيوية وفاعلية مؤسسات البلاد بمعنى أنه لم يعد ثمة مجال للتراخى بعد انتهاء الحرب على «داعش» ومن ثم فإنه يتعين العمل بقوة لتحقيق الاستقرار والانخراط فى عملية واسعة لإعادة الإعمار والبناء .

لقد أدى الشق العسكرى دوره ونحن ممتنون لكل من شارك فى جهوده التى أفضت الى تحرير كامل الوطن من سطوة هذا التنظيم الذى كان يتخذ العراق مطية للوصول الى مناطق أخرى فى الإقليم العربى ولكن المرحلة الجديدة تستوجب من القطاعات والمؤسسات الأخرى فى المجتمع بأن تبادر بالتحرك والعمل وفق مخطط واضح للتعامل مع المشكلات المتراكمة والمشاركة فى بلورة الحلول وتطبيقها على الأرض سواء الأجهزة الأمنية، أو مؤسسات التعليم أو المؤسسات الاقتصادية فضلا عن العشائر وغيرها من مؤسسات فى الدولة والمجتمع فلاشك أن حجم الدمار الذى نتج عن العمليات الإرهابية لتنظيم «داعش» ثم خلال المواجهات التى جرته معه لإسقاط مشروعه الإرهابى كان من الضخامة والخطورة بمكان، لقد تجاوزت قيمة الخسائر عن سنوات «داعش» السوداء نحو مائة مليار دولار نتيجة تدمير البنى التحتية فى المدن والمحافظات التى خضعت لهذا التنظيم، أو دفع نفقات الحرب التى شنت للقضاء عليه.

فى ضوء هذه المعطيات كيف يمكن معالجة مشكلات مرحلة ما قبل تحرير العراق من تنظيم «داعش» الإرهابى؟

ثمة أخطاء بلاشك وقعت من قبل الجميع فى هذه المرحلة بيد أن ثمة ماهو إيجابى فى هذه المسألة ويتمثل فى أن «داعش» وحد كل مكونات العراق للتصدى لخطره ومشروعه الإرهابى بيد أن السؤال الجوهرى فى المرحلة الراهنة عقب الانتصار عليه، يكمن فى كيفية منع عودة الخطر وإغلاق كل المنافذ.. أمام الفكر المتطرف الذى من شأنه استقطاب الشباب لمثل هذه التنظيمات؟ وإجابتى عن ذلك السؤال هى أن ذلك يتطلب بالدرجة الأولى تحقيق الاستقرار السياسى بحسبانه يمثل المدخل الأساسى للمضى قدما فى الاتجاهات الأخرى، اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا لإعادة بناء الدولة العراقية .

مع اقتراب إجراء الانتخابات البرلمانية فى شهر مايو المقبل كيف ترى المشهد العراقى؟

بالفعل شهدت الفترة الأخيرة الحديث بكثافة عن بناء كتل سياسية وانتخابية عابرة للطائفية والتى تتجاوز الانتماءات الطائفية والمذهبية بيد أنه على الصعيد العملى تبدو هذه العملية من الصعوبة بمكان حيث لا يمكن بضغطة زر أو بتصريح هنا أو هناك القضاء عليها، الأمر مازال مقيما فى خانة الأمنيات، بالطبع كنا نتمنى قطع شوط ولو يسيرا فى هذا الشأن وبالفعل ثمة خطوات ملموسة لكنها مازالت ضئيلة.

ومن يقرأ الخريطة الحقيقية للتحالفات التى تم إعلانها استعدادا للانتخابات المقبلة، لايستشعر أن ثمة تحولا حقيقيا جرى عما كان سائدا فى المرحلة السابقة فهناك قلق وهواجس مازالت موجودة، فى ظل رغبة كل تيار سياسى بعدم المقامرة والمجازفة بالانخراط فى رؤية ومنظور مغاير، ثم يجد نفسه الوحيد الداعى لأمر لم يستشرف فيه مزاج الناس.

لقد تشكلت ائتلافات بين أطراف معينة سبقتها حوارات، لكن لم يتبلور بعد المشروع الذى يمكن تقديمه للشعب ونصفه بالمشروع الوطنى العابر للطائفية ربما يعود ذلك الى قصر فترة تشكيل هذه الائتلافات والتحالفات خلال الفترة الماضية.

كيف تفسر ما تعانيه الكتلة السنية من تشتت وعجز عن بناء تحالف انتخابى قوى؟

لقد تجاوزنا عملية الاستهداف للانتماء، ولا شك أنه لو اجتمعت الكتلة السنية فى قائمة انتخابية واحدة فإن ذلك سيحفز التكتلات الأخرى على الإقدام على الخطوة ذاتها، وأود أن ألفت فى هذا الشأن الى أن التحالف بين كتلتى السياسية وكتلة نائب رئيس الجمهورية الدكتور إياد علاوى المصنف من وسط ولون معين، ينطوى على مؤشر بالغ الأهمية على تجاوز الطائفية والتخندقات القائمة فى المشهد السياسى والحزبى.

ألا تعتقد أن العراق بات فى حاجة ملحة الى تحقيق مصالحة وطنية حقيقية ؟

للأسف فإن مشروع المصالحة الوطنية ما زال قابعا فى الدائرة النظرية ولم يترجم عمليا بعد على النحو المطلوب وإن كانت المصالحة المجتمعية قد حققت نجاحات لا بأس بها غير أنه على مستوى الطبقة العليا لم يتبلور مشروع ناضج لأن بعض الإشكاليات على الأرض ما زالت فى حاجة الى معالجات سريعة لحقن الدماء فالأمر لا يمكن تحقيقه بمجرد لقاء مجموعة من أقطاب السياسة وإعلانهم تبنى مشروع لا تكون ملامحه واضحة ولا يلبى الطموح الوطنى الحقيقى لكنه يتطلب حراكا قويا وقناعة حقيقية وإرادة صلبة للتطبيق بهذا الاتجاه.

قمت بزيارة لطهران أخيرا ما دلالاتها؟

ليس ثمة دلالات محددة لهذه الزيارة،فهى جاءت ضمن ما أقوم به من زيارات خارجية للعديد من الدول وهذه الزيارة بالتحديد كانت للمشاركة فى مؤتمر اتحاد البرلمانات الإسلامية الذى استضافته طهران وبالتأكيد انتهزتها فرصة لإجراء سلسلة من اللقاءات مع كبار المسئولين الإيرانيين، للتباحث حول كل ما يهم العلاقات الثنائية بين البلدين وأود أن أؤكد فى هذا الصدد أن سياسة العراق تقوم على ألايكون ضمن محور ضد آخر فى المنطقة، فهذا يجعله يدفع ضريبة الصراع بين المحورين ونحن نعمل على بناء علاقاتنا الإقليمية والدولية على أساس المصالح المشتركة سواء مع إيران أو السعودية أو تركيا، ونسعى الى تطوير علاقاتنا مع الرياض بشكل خاص وقد تم فى هذا الصدد إنشاء مجلس تنسيقى كما أن علاقاتنا مع أنقرة شهدت بعض التطور لا سيما بعد أزمة استفتاء إقليم كردستان فى سبتمبر الماضى، إن العراق طرح أخيرا منظومة للتعاون الإقليمى أمنيا واقتصاديا لتجنب الوقوع فى فخ الصراعات واحتواء النزاعات القائمة فى المنطقة التى نتمنى فى العراق أن تشهد مقاربات حقيقية لاحتوائها ونزع فتيلها المشتعل منذ سبع سنوات حتى تستعيد المنطقة أمنها واستقرارها.

الأمن الإقليمى الذى يتحدث عنه العراق كيف ترى محدداته؟

أهم هذه المحددات هو قيام تعاون حقيقى بين دول المنطقة وفق أسس تمنع تسلل الإرهابيين وانتشار الفكر المتطرف وتكثيف تبادل المعلومات الاستخباراتية مع إمكانية الانخراط فى تعاون عسكرى لرصد الجماعات المسلحة وعناصر التهديد الأخرى لأمن دول المنطقة .

مع اقتراب انتخابات مجلس النواب فى شهر مايو المقبل هل وضعتم الآليات التى تضمن نزاهتها؟

ثقتنا بلاحدود فى المفوضية العليا للانتخابات للقيام بدورها بفعالية ونجاعة كبيرة، وما يبعث على الاطمئنان هو أن التصويت فى مراكز الاقتراع سيكون إلكترونيا وقد أصدر البرلمان تشريعا متضمنا إجراء بعض التعديلات فى قانون الانتخابات، تشترط على من يترشح للانتخابات أن يكون حاصلا على البكالوريويس كحد أدنى، الأمر الذى سيؤدى الى منع نحو 100 نائب من العودة مجددا كأعضاء، واختيار شخصيات جديدة تماما بدلا عنهم.

هل انتهت أزمة انفصال إقليم كردستان؟

بوسعى القول: إنها انتهت، بعد أن تم التوافق على الأسس العامة للتفاهم على موضوع الحدود والمطارات الدولية والمعابر، كما أن مسألة تأخر رواتب موظفى الإقليم فى طريقها الى الانتهاء.

كيف تقرءون الخيارات المطروحة لحل الأزمة السورية؟

فى حقيقة الأمر الواقع السورى يتسم بقدر كبير من التعقيد، وكل ما نتمناه هو أن تشهد سوريا نوعا من الاستقرار يمهد للحل السياسى، والعراق على أهبة الاستعداد لتقديم كل العون للدفع فى هذا الاتجاه.

الى أى مدى يبدى البرلمان العراقى اهتماما بالقضايا القومية وفى صدارتها القضية الفلسطينية؟

بالتأكيد نبدى اهتماما بكل قضايانا القومية، وكانت لنا مواقف واضحة وقوية تجاه قضية القدس، بعد قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب الاعتراف بها عاصمة لدولة الاحتلال الاسرائيلى ونقل سفارة بلاده اليها.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق
  • 1
    ابو العز
    2018/02/12 07:59
    0-
    1+

    بغداد يا قلعة الأسود .
    نريد ان نرى العراق وكما كان دائما عربيا قوميا موحدا لا فرق بين ابنائه وحتى يبقى ذخرا لأمته العربية وسندا في السلم وفي الحرب وعند ما تلم بنا الخطوب , ومنارة للعلم والثقافة وطيبا كما هم قلوب اهله طيبون .
    البريد الالكترونى
    الاسم
    عنوان التعليق
    التعليق