رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

عندما تنفجر الكوميديا من التراجيديا

مشير عبدالله

فيلم «طلق صناعى» أحدث أفلام الأخوة (محمد، خالد، شيرين دياب) بعد أفلام (الجزيرة 2) و(ديكور) و(اشتباك) ومن قبلهم قام خالد دياب بتأليف «عسل أسود» و«بلبل حيران» وأخرج محمد دياب فقط فيلم (678) و«اشتباك» وكلها أفلام على مستوى عال.. فماذا عن فيلم (طلق صناعى) أحدث أفلام الأشقاء الثلاثة دياب؟

يحكى الفيلم عن حسين، ماجد الكدوانى الذى يريد استخراج تأشيرة سفر له ولزوجته (هبة) حورية فرغلى للسفر إلى أمريكا لكى تضع المولود هناك ولكنه يفشل كالعادة فى الحصول على التأشيرة ويحاول الحصول على ما يريد من خلال تسريع عملية الوضع أو الولادة، داخل السفارة ليستطيع الحصول على الجنسية، حيث إن أرض السفارة تعتبر أمريكية ويحاول من خلال حبوب الطلق الصناعى إنجاح العملية ولكن تصادفة الكثير من المصاعب التى هى أحداث الفيلم.

الفكرة قد تبدو جديدة ولكن أفلامها قديمة، فأخذ الرهائن شاهدناه فى العديد من الأفلام حتى فى التعامل معهم مثل فيلم (المدينة المجنونة) Mad City لجون ترافولتا لإلقاء اللوم على المجتمع والعديد من الافلام حتى فيلم (الإرهاب والكباب) تأليف وحيد حامد الذى القى الحوار الضوء عليه وقت الأكل من خلال مصطفى خاطر حينما سأله عن الكباب وضحك وقال (ولا ها نبقى بنقلد ) إشارة إلى فيلم (الإرهاب والكباب).

كتابة السيناريو لم تكن جيدة لا على المستوى الكوميدى التى لجأ لها عن طريق بيومى فؤاد أو مصطفى خاطر ولا المأساة التى يعيشها البطل الذى ظهر شريراً فى أكثر من موقف فى تعامله مع كل من حوله حتى وإن حاول السيناريو إظهار غير ذلك، فهو وقف فى الوسط فلم يستطع عمل فيلم ساخر ولا فيلم مأساوى مما جعل هناك العديد من علامات الاستفهام على نظرة السيناريو إلى الشخصية المصرية التى كانت طوال الأحداث فى شخصيات السفارة كاذبة وتأكيد هذا من شخصية أكرم الشرقاوى الذى لا شيء على لسانه إلا أن الشخصية لا تتمتع إلا بالكذب وهو ما أكده السيناريو من خلال كل الشخصيات التى تكذب بكل ما أوتيت من قوة من خلال التنازل عن الدين وعن الرجولة وعن طريق تزوير الشهادات الجامعية حتى الحكومة المصرية من خلال شخصية مدير الأمن المفترى ورئيس الوزراء.. ومدى ظهور الجانب الأمريكى من الأحداث فى شخصية السفير المصطنع بالمحافظة على حقوق الإنسان ولكنه يطالب القناصة باتخاذ اللازم وهذه هى حقيقتهم ولكن السيناريو يظهره فى آخر الأحداث بأنه الوحيد المحافظ على حياة الأطفال .. ما هذه الرسائل؟

التمثيل: ماجد الكدوانى فى شخصية حسين المصرى المقهور الذى يريد لأبنائه الذين لم يولدوا بعد حياة أفضل حتى إذا ضحى بحياته من أجل ذلك ممثل كبير، لكن السيناريو لم يساعده، فأدى الشخصية كما كتبت ولكنه فى مشاهد النهاية استطاع كسب تعاطف المشاهد للمأساة.

حورية فرغلى أدت دور الزوجة الحامل كما كتب لها.. وسيد رجب فى شخصية مدير الأمن بتركيبة كوميدية غير واقعية ممثل على مستوى عال يستطيع إجادة كل الشخصيات، فهو ممثل من طراز خاص.

مصصطفى خاطر فى شخصية طالب الطب المزور ممثل تلقائى لا تستطيع التنبؤ بما سوف يفعله يتجه نحو النجومية بهدوء.

أكرم الشرقاوى من الاكتشافات الجميلة للفيلم هو وسالى عابد ومحمد علاء وحسنى شتا ومحمد جمال وعلى الطيب ضابط العمليات الخاصة والممثل التونسى نجيب بلحسن فى شخصية السفير الأمريكى والقدير عبد الرحمن أبو زهرة والقديرة إنعام سالوسة ومعهم النجم محمد فراج ومى كساب ضيوف كبار على الفيلم.

التصوير: فيكتور كريدى استطاع نقل الدراما من خلال الإضاءة خصوصا فى مشاهد قطع الكهرباء عن السفارة وعودتها والتعامل مع القناصة واعطاء الجو العام للأحداث من خلال مكان وحيد تدور فيه معظم الأحداث.

الموسيقي: تامر كروان استخدم آلات قليلة مثل العود فقط أو الكمان، فالموسيقى كانت على مستوى الصورة.

المونتاج: لوائل فرج رغم التحفظ على السيناريو إلا أن المونتاج كان إيقاعه مواكبا للأحداث فى سرعته خصوصا فى مشاهد النهاية ما بين الشرطة فى الخارج والمظاهرات والداخل والاقتحام فكان الإيقاع فى خدمة الدراما.

الإخراج: خالد دياب هو المسئول الأول عن الرسالة التى قدمها الفيلم فهو مشارك فى التأليف مع أخويه محمد وشيرين دياب فلم نر فيلماً ساخراً ولا مأساويا .. ولكنه اكتشف العديد من الوجوه الجديدة ولاندرى لماذا أصر على عرضه أولاً فى مهرجان دبي؟!

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق