رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

الطريق إلى الواحات البحرية

الواحات البحرية التابعة لمحافظة الجيزة، والمسافة بين عاصمة المحافظة والواحات تزيد على 450كم يربطهما طريق برى وخط سكة حديد لنقل خام الحديد من الواحات إلى شركة الحديد والصلب بحلوان، وبرغم الموارد الاقتصادية المصرية التى تزخر بها الواحات البحرية إلا أنها لم تأخذ حظها الكافى حتى الآن من اهتمام الدولة لتنمية هذه الموارد المهمة التى يمكن أن تكون اضافة كبيرة للاقتصاد الوطني، فالأمر يحتاج إلى دعم كبير من السلطة المركزية فى عاصمة الدولة، لأن كل جهد تبذله المحافظة لتنمية هذه الواحات فإنه يظل محدودا نظرا للمسئوليات التى تتحملها المحافظة فى عديد من المناطق التابعة لها، لكن تنمية الواحات البحرية وتعظيم الاستفادة من مواردها الاقتصادية تحتاج إلى إدراجها ضمن مشروعات الدولة الاقتصادية أسوة بما هو متبع فى الوادى الجديد وشرق العوينات وبحيرة ناصر ومنطقة قناة السويس وسيناء والبحر الأحمر وغيرها من مناطق تنموية على أرض مصر تأخذ حقها من الاهتمام.

إن الواحات البحرية منطقة تنموية واعدة، حيث الزراعة التى تجود بالمنطقة وتتوافر لها المياه الجوفية المتدفقة تلقائيا من الآبار والعيون، وحاليا يتم فيها انتاج أجود أنواع المحاصيل الزراعية مثل القمح والفواكه بكل أنواعها والخضراوات، بالاضافة إلى أن الواحات تنتج أجود أنواع التمور فى العالم، والتى يتم تصدير أغلبها نظرا لزيادة الطلب عليه فى الخارج، وتزخر الواحات البحرية بنحو 6 ملايين نخلة لإنتاج هذه التمور، كما أنه يوجد بالواحات البحرية أكبر مناجم خام الحديد على أرض مصر، والاحتياطى المكتشف بها حتى الآن يكفى مصر لمدة تزيد على 500 عام قادمة طبقا لتقديرات الخبراء فى هذا المجال، كما أن هناك مناطق شاسعة لتزال تحت الدراسة والاستكشاف تمهيدا لاعلان ما بها من خام للحديد فى الفترة المقبلة، وهذا يعنى أن هناك امكانية لاقامة منطقة صناعية عالمية لانتاج الحديد ومشتقاته لتلبية احتياجات السوق المحلى وتصدير الفائض إلى الخارج لصالح الاقتصاد الوطني، كما أن مثل هذا المشروع يمكن أن يكون نواة مهمة لاقامة مجتمع عمرانى كبير فى تلك المنطقة الصحراوية المجهولة حتى الآن، وتوفير ملايين من فرص العمل للمصريين، وجذب الزيادة السكانية من وادى النيل للحد من تآكل الأراضى الزراعية تحت وطأة الزحف العمرانى عليها.

الذى أريد أن أقوله فى هذا الشأن أن هناك مسئولية كبيرة يقع على عاتق الحكومة فى ضرورة الاهتمام بالمناطق التنموية الواعدة مثل الواحات البحرية وغيرها من واحات لم تطلها يد الرعاية حتى الآن، خاصة إذا علمنا أن هذه الواحات لديها من الموارد الأساسية للمياه الجوفية المتجددة، ولا خوف من نضوبها كما أثبت بذلك علميا الدكتور فاروق الباز فى دراسته «الجيوفيزيقية» عن المياه الجوفية بصحراء مصر الغربية.


لمزيد من مقالات عبد الجواد على

رابط دائم: