رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

فى المواجهة
(عفروتو)... ومحمد صلاح!

ليس من اختصاصنا الحديث عن ظروف وفاة الشاب (عفروتو) فى قسم المقطم, فهى قضية تبحثها سلطات التحقيق,ولن نقف كثيرا أيضا أمام محاولات البعض من يسبغون على أنفسهم صفة الحقوقيين أو الثوار من يحاولون استغلال واقعة (عفروتو) وحلول شهر يناير كى يستوحوا ذكريات مريرة لا يرغب معظم الشعب فى استعادتها من جديد لأنها لم تجلب لنا سوى مرارة فى الحلقوم وشظف فى العيش وألقت علينا بشخصيات نفعية ومرتزقة امتطوا الموجة الثورية لأغراض شخصية مدفوعين بأجندات خارجية.

مايهمنا فى هذا الحديث تأكيد أن التحولات الرهيبة التى شهدها المجتمع المصرى وجاءت ثورة يناير لتسرع من وتيرتها,لم تفرز الغث فقط,ولم تقض على منظومة القيم الاجتماعية والأخلاقية للمصريين كما يحاول أن يصور البعض الذى يروج لفكرة أننا أصبحنا نعيش فى ساحة يسكنها وحوش لا تردعهم قوانين ولا تضبط سلوكياتهم مواريث أخلاقية.

(عفروتو) رحمة الله عليه مثله مثل عشرات الآلاف من شباب هذا الوطن آمن بفكرة أنه لا أمل فى حياة طبيعية يعيشها بالوتيرة الفطرية المتسلسلة (وظيفة- زواج-أسرة),ظن أن المجتمع يلفظه وأغلق فى وجهه العيش الكريم,وهو نموذج نتعثر فيه يوميا فى الأسواق والمقاهى ومواقف الميكروباصات وبين طوائف أصحاب الأعمال البسيطة, من لا يرضون بعائد أعمالهم ويقتنعون بفكرة أنه لامفر للإمساك بالحياة المرفهة سوى باللجوء للفهلوة والعمليات غير القانونية التى توفر دخلا أكبر، خاصة بعد أن تكون أرجلهم قد سحبت نحو عالم (التغييب) و(الكيميا)!

لكن ماذا عن نجم مصر الدولى محمد صلاح؟ ألم ينشأ فى نفس الظروف الصعبة التى يعيشها معظم شبابنا؟ ماذا عن رحلة الكفاح المبهرة لشاب صغير كان يضطر بإمكانات مادية محدودة للقيام برحلة يومية شاقة من قريته النائية إلى القاهرة بالمواصلات العامة تستغرق 8 ساعات ذهابا وإيابا, غير أوقات التدريب والمباريات؟

هى الإرادة وروح التحدى للواقع المحبط حين ترتبط بإيمان لا يتزعزع بالله وقدرته, والبذرة الطيبة زرعتها أسرة لم تترك ابنها للشارع (يربيه) كما يحلو للبعض أن يفخر (جهلا).نحن لاندين (عفروتو) لكننا نقدم للشباب نموذجين لتجربتين بنفس الظروف الاجتماعية, فمن سيختارون ؟

 

[email protected]

[email protected]
لمزيد من مقالات شريف عابدين

رابط دائم: