أثناء مشاركتى فى تشييع جثمان الراحل إبراهيم نافع شعرت بحزن شديد، كنت أتوقع زحف الجماعة الصحفية بصفة عامة بأعداد تتناسب مع عطاء الرجل على مدى مسيرة ربع قرن من الزمان، كان فيها نقيبا قويا مدافعا عن المهنة، أسقط قانون الصحافة رقم 93 المشبوه الذى كان يمنح النيابة العامة سلطة حبس أى صحفى إذا انتقد مسئولا وتوجيه تهمة الازدراء. كان أول من وقع فى كشوف الاحتجاج على القانون فى الجمعية العمومية غير العادية يوم 10 يونيو 1996حيث أصبح هذا التاريخ يوما للصحفيين كل عام، وأصدرت نقابة الصحفيين قرارات بحجب الصحف فى حالة استمرار القانون، وألغى الرئيس مبارك قانون الازدراء وعقد اجتماعا مع مجلس نقابة الصحفيين فى عقر دارهم وشهد عصر إبراهيم نافع إنشاء نقابة شامخة، وكان المؤسس الثالث للأهرام بعد آل تقلا وهيكل، حيث أضاف نافع جامعة جديدة وإصدارات كثيرة، قدم نافع خدمات جليلة لأبناء المهنة والأهرام من وحدات سكنية وفرص عمل لا ينكرها إلا جاحد، ومن سخريات القدر أن ضعاف النفوس ممن استفادوا من نافع تنكروا له وناصبوه العداء وبخلوا عليه حتى بالمشاركة فى تشييع جثمانه وهو بين يدى خالقه. وقبل أن تمضى السطور.. أسجل هنا ان هذا الرجل صاحب أياد بيضاء على من أصدر قرارات بتعيينهم فى الأهرام دون واسطة وأنا واحد من هؤلاء، وصاحب مواقف محترمة فى الصحافة.
رحم الله فقيد الصحافة الكبير إبراهيم نافع وأسكنه فسيح جناته جزاء ما قدمه من خير، وألهم أسرته وأهله ومحبيه الصبر، ورحم الله كل من ينكر جميل هذا الرجل.
[email protected]
لمزيد من مقالات حجاج الحسينى رابط دائم: