رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

كلمة عابرة
أعداء أمريكا سعداء بترامب!

هبطت لغة الحوار على لسان ترامب حتى تدنَّت إلى تطاوله بألفاظ جارحة على بعض أقرب معاونيه، بعد أن كان الظن أن هذا العداء مقصور على منافسيه فى الداخل وأعدائه فى الخارج! وصار يتداول بمعدل شبه يومى شتائم لم تعرفها اللغة الدبلوماسية فى السابق إلا فى حالات نادرة وفى لحظات عابرة، مثل وصفه مَنْ يختلف معه بالغبي، والمجنون، والكاذب، والجاهل، وقد يتمادى أكثر ويتهم بالرشوة والجشع والخيانة..إلخ! وأما الجديد، الذى جاء فى كتاب «نار وغضب»، الذى صدر الجمعة الماضى وأحدث صخباً هائلاً، فهو أن بعض من تعرضوا لشتائمه راحوا يردون بدورهم على الإهانة بمثلها، فوصموه هو أيضاً بالغباء والحماقة والتهور والاستبداد، وبأنه ألعوبة فى يد بعض من يحيطون به من العائلة أو المعاونين، وبعدم الجدارة لتولى المنصب الرفيع..إلخ!

كل هذا يُشكِّل مجرد ملمح واحد فى الصورة السلبية التى تُصدِّرها إدارة ترامب عن أمريكا إلى الخارج. وهو ما لم يحدث فى السابق! فحتى فى عزّ جرائم أمريكا فى العالم التى كان لها معارضة شديدة فى كل مكان، إلا أن الإدارات المتعاقبة آنذاك كانت تعتمد على خبراء مشهود لهم بالكفاءة والإنجاز فى عدة تخصصات، مثل الدبلوماسية والإعلام والدعاية والعلاقات العامة والقانون، وخاصة مَنْ يجيدون ضبط صياغة تصريحات الرئيس وبقية المسئولين، لتجميل الصورة التى تشوهها السياسات العملية.

انظر إلى قرارين يفصل بينهما أسابيع قليلة: الأول، الخاص باعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل، والثانى عن مطالبة إدارته مجلس الأمن بأن يناقش كيف تتعامل إيران مع مظاهرات المعارضة. سترى خسائر تاريخية فى الأمم المتحدة تنال من هيبة أمريكا أمام العالم، حيث لم يؤيدها سوى بعض الجزر المجهولة على الخريطة، بل لقد جاءت كلمات الدول الحليفة لأمريكا تاريخياً بتقديرات أخرى مختلفة بل متعارضة مع بعض ما تطالب به إدارة ترامب.

أضف إلى ذلك أن ترامب يستهين بأولويات السياسة، منذ نصائح الحكماء لأمراء الحضارات القديمة بألا يخوضوا معركتين فى وقت واحد، فإذا به يفتح على نفسه وعلى أمريكا، ودون أى ترتيب، معارك فى العراق وسوريا ولبنان واليمن، إضافة إلى إيران وكوريا الشمالية..إلخ إلخ!

 

[email protected]

[email protected]
لمزيد من مقالات أحمد عبدالتواب

رابط دائم: