رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

حالة حوار
بشارة عيسي

وسط دياجير ظلمة ما يلفنا من ظلم وجور، ورغبة ملتاثة في الاستحواذ والاستئثار، والتمرغ في فضاءات الثراء الذي لا ينظر إلي الغير، كيف يعيشون، ويطمعون، ويكتسون؟، تلفنا أنسام عيد الميلاد المجيد، ونصيخ السمع إلي صوت يأتي من بعيد هامسا موشوشا ثم جليا مدويا، ينادي علي قيمة العدل ويدفع إلي شيوعها وذيوعها واستقرارها في نفوس الناس كمبدأ يقيني يحكم مسار حياتهم وسلوكهم وينظم حيواتهم وأمور دنياهم.. وبقول واحد رأيت (العدل) هو جوهر بشارة عيسي بن مريم عليه السلام.. العدل هو أن نعيش جميعا في ظل المواطنة ببلد واحد، لا نعرف التمييز أو التطرف أو الإرهاب.. العدل هو أن نقتسم الثروة، وألا يتضرر بعضنا جوعا فيما يتخم آخرون من الثراء ويبشمون من فرط الشبع والامتلاء.. العدل هو أن يصلي الناس بحرية، ويترنمون بصلواتهم إلي الله آمنين، مطمئنين غير قلقين أو جلين.. والعدل هو أن يختلف الناس في معتقداتهم دون خضوع لأجواء ترهيب أو تكفير أو محاولات إرغام وخضوع.. العدل هو أن نعيش في بلدنا لأننا نحبها، وليس لأننا مضطرون إلي ذلك.. العدل هو أن نفهم أن: (مرور جمل من ثقب إبرة أيسر من أن يدخل عني إلي ملكوت الله) وأن: (من يعطي الفقير لا يحتاج)، وأن: (من يرحم الفقير يقرض الرب ومن معروفه يجازيه)، وأن: (المحبة تتأني وترفق المحبة لا تحسد، المحبة لا تتفاخر ولا تنتفخ)، وأن: (تضرع الفقير يبلغ إلي أذني الرب، فيجري له القضاء سريعا).. ربما يحتاج بعض أثرياء هذه الأيام أن ينصتوا قليلا ـ وسط اصطخاب وضجيج فرحهم بالمال واحتفالهم بهاـ إلي بشارة عيسي التي جاءت صوتا من السماء يحاول تذكير الناس بمعني العدل وإقناع الناس بضرورة وحيوية التمسك بعقيدته.. العدل هو أن يتسع الوطن لكل أبنائه، ويطرد الدعوات المتخلفة والمتحجرة التي تتربص بمواطنيه، أو الرغبات المجنونة التي تصادق علي حصول البعض علي كل المال، وحرمان الأغلبية من أي مال، اقتسام الثروة ليس تبرعا أو صدقة، ولكنه حق فرضته الظروف لكي يعيش الناس في ظل العدل الذي بشر به عيسي بن مريم والذي نتلمسه حين يغمرنا ضياؤه في عيد الميلاد المجيد.


لمزيد من مقالات د. عمرو عبد السميع

رابط دائم: