كلام مفيد
حكاية «الإبرة والمقص»!

بينما كنت أقلب فى أجندتى الصغيرة القديمة التى تعلمت من أستاذى الراحل العظيم الأستاذ عبد الوهاب مطاوع أن أدون فيها ما يصادفنى من معلومات مهمة ربما أستفيد منها فى يوم من الأيام. استوقفتنى فيها حكاية «الإبرة والمقص» التى تقول إن رجلا عجوزا كان يعمل «خياطا» أراد أن يعلم حفيده الصغير درسا فى حياته بطريقته الخاصة، فقد كان حفيده يرافقه دائما لأنه كان يحبه ويحب أن يشاهده وهو يعمل ويصمم أجمل الملابس بإبرته الصغيرة ومقصه الثمين، وبينما كان الخياط يقوم بصناعة ثوب جديد أخذ المقص وبدأ يقص قطعة كبيرة من القماش الى عدة أجزاء صغيرة حتى يبدأ خياطتها من جديد ليصنع منها ثوبا جميلا، وما أن انتهى من قص القماش حتى أمسك هذا المقص الثمين ورماه على الارض تحت قدميه.. كل هذا والحفيد يراقب بتعجب ما يفعله جده. وبعد ذلك أخذ الجد الإبرة وبدأ فى جمع هذه القطع الصغيرة ليخيط منها ثوبا رائعا وبعد أن انتهى من الإبرة قام بغرسها فى عمامته.. وفى هذه اللحظة لم يستطع الحفيد أن يستمر فى كتم فضوله وتعجبه من تصرف الجد فسأله: لماذا يا جدى رميت مقصك الثمين على الأرض بينما احتفظت بالإبرة رخيصة الثمن ووضعتها فوق رأسك؟! أجابه الجد: «يا بنى إن هذا المقص هو الذى قص قطعة القماش وفرقها وجعل منها قطعا صغيرة ولكن هذه الإبرة رخيصة ــ كما تراها ــ فهى التى جمعت تلك القطع وصنعت منها ثوبا جميلا» .

وهنا استوقفنى كثيرا كلام هذا الرجل الحكيم وخلاصته أنه من الضرورى أن نكون من الذين يجمعون الشمل ولا نكن من هؤلاء الذين يقومون بتفريق الناس أشتاتا.

والآن ليتنا نتعلم العطاء حتى فى أشد وأصعب الظروف، فالعطاء يخبئ لنا فرجا من حيث لا نحتسب.

[email protected]