رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

الأدوات العسكرية فى خدمة التجارة والردع والسياسة

طارق الشيخ
المناورات الامريكية اليابانية تحقق أكثر من هدف
شهدت منطقة شرق وجنوب شرق آسيا بوجه عام فى شهر نوفبمر 2017 تحركات واسعة النطاق للقوات البحرية الأمريكية فى تزامن مع زيارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب للمنطقة، ووجود حالة من الاستنفار العسكرى عقب شهور من التهديدات والرسائل العدائية المتبادلة بين الولايات المتحدة وحلفائها فى المنطقة، اليابان وكوريا الجنوبية على وجه الخصوص، من جانب وكوريا الشمالية من جانب آخر.

كانت المنطقة قد شهدت أكبر حشد أمريكى عسكرى بحرى منذ سنوات مصحوب بنشاط ملحوظ فى مجال المناورات المشتركة بين القوات الأمريكية واليابان وكوريا الجنوبية.

وقد بدا من الواضح أن القيادة الأمريكية ترغب فى توظيف الأدوات العسكرية لتحقيق عدة أهداف فى وقت واحد.

فالهدف الأول من التحركات العسكرية وزيادة وتيرة المناورات المشتركة هو تحقيق نوع من الردع لتوجهات القيادة الكورية الشمالية وتعزيز القدرات الدفاعية والقدرات التشغيلية المتبادلة بين القوات اليابانية والكورية الجنوبية والامريكية عبر تدريبات على تنفيذ عمليات جوية وبحرية والتكتيكات ذات الصلة.

والهدف الثانى يتمثل فى توفير الدعم السياسى للقيادات السياسية فى الدول الحليفة فى المنطقة خاصة اليابان وكوريا الجنوبية.

أما الهدف الثالث فيتعلق «بتسليع» الإدارة الأمريكية للتحركات السياسية والعسكرية وهو ما تمثل فى تحقيق بعض الدعم للميدان التجارى والاقتصادى من خلال تشجيع الرئيس الأمريكى اليابان وكوريا الجنوبية على الاستعانة بالسلاح الأمريكى لردع الطرف الكورى الشمالى.

فالقوة الأمريكية والمناورات تمت الاستعانة بهما لتكونا بمنزلة (لوحة عرض) للقدرات التسليحية الأمريكية تشجيعا لمزيد من التعاملات وجذب المزيد من «الزبائن».

فقد انتقد الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، العلاقات التجارية بين بلاده واليابان، ووصفها بأنها غير عادلة. وقال ترامب: «تعانى الولايات المتحدة عجزا تجاريا كبيرا مع اليابان منذ سنوات عديدة، ومن ثم فعلينا أن نتفاوض وسنفعل ذلك بطريقة ودية».

وفى تصريحات خلال اليوم الثانى من زيارته إلى اليابان، قال الرئيس الأمريكى أمام قادة قطاع الأعمال الأمريكيين واليابانيين فى طوكيو: سنرغب فى علاقات تجارية عادلة ومفتوحة، لكن علاقاتنا التجارية مع اليابان فى الوقت الراهن ليست عادلة.

وعندما أعلن رئيس وزراء اليابان، شينزو أبى، بعد محادثاته مع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، أن الدولتين اتفقتا على أن تعترض طوكيو صواريخ كوريا الشمالية وتدمرها، إذا لزم الأمر، وأن تنسق اليابان أعمالها بشكل وثيق مع الولايات المتحدة، أشار ترامب إلى أن اليابان ستتمكن من إسقاط صواريخ كوريا الشمالية «إذا اشترت أسلحة جديدة لهذا الغرض من الولايات المتحدة» مضيفا بأن اليابان ستسقط الصواريخ الكورية الشمالية «فى الجو» عندما تنهى صفقات شراء معدات عسكرية أمريكية. وأكد أنه ملتزم بتحقيق تجارة «حرة وعادلة» مع اليابان لخفض العجز التجارى الأمريكى مع اليابان.

وقال ترامب إن الحكومة اليابانية ستشترى كميات كبيرة من المعدات العسكرية الأمريكية التى ستجعلها قادرة على إسقاط صواريخ كوريا الشمالية من الجو. وأضاف قائلا: «شراء اليابان للأسلحة الأمريكية سيوفر الوظائف للأمريكيين وكذلك أيضا سيوفر الأمن لليابان».

وقد انطلقت أحدث المناورات الأمريكية اليابانية يوم 16 نوفمبر 2017 بالقرب من جزيرة اوكيناوا فى جنوب غرب اليابان. ووفق ما أعلنته البحرية الأمريكية جاءت المناورات الجوية - البحرية الضخمة بين القوات الأمريكية ونظيرتها قوات الدفاع الذاتى البحرية اليابانية، فى إطار تدريب عسكرى سنوى تزامن هذا العام مع تزايد التوتر بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية.

وقالت البحرية الأمريكية فى بيان نشرته فى الإعلام العالمى إن هذه المناورات شارك فيها من الجانب الأمريكى فقط 14 ألف عسكرى وقطع بحرية ابرزها حاملات الطائرات يو إس إس رونالد ريجان، ويو إس إس ثيودور روزفيلت، ويو إس إس نيميتز، والمجموعة القتالية الضاربة الخاصة بهم، وثلاث مدمرات قاذفات صواريخ هى ستيثيم وتشيفى وماستن.

وأضاف البيان أن هذه المناورات السنوية تهدف إلى «تعزيز القدرات الدفاعية والقدرات التشغيلية المتبادلة بين القوات اليابانية والامريكية عبر تدريبات على تنفيذ عمليات جوية وبحرية».

وتأتى هذه المناورات بعد مرور أسبوع واحد فقط على انتهاء مناورات برية ضخمة واخرى بحرية جرت على مدى أربعة أيام فى غرب المحيط الهادئ فى بحر اليابان وبحر الصين الشرقى وشاركت فيها ثلاث حاملات طائرات امريكية بمجموعاتها القتالية الضاربة، فى حدث غير مسبوق فى هذه المنطقة منذ 10 سنوات، بالإضافة الى قطع بحرية يابانية هى الأكبر فى اليابان حيث شاركت حاملتا طائرات مروحية ومدمرة حاملة للصواريخ الموجهة متخصصة فى مكافحة الغواصات والمدمرة الرائدة موراسام، بالإضافة إلى سبع سفن حربية كورية جنوبية بينها ثلاث مدمرات. وكان الهدف الأمريكى منها هو تمكين أفراد الطواقم والطيارين من إجراء العمليات المشتركة بسلاسة بين المجموعات الهجومية الثلاث الخاصة بحاملات الطائرات الأمريكية.

وقد علق الأدميرال هارى هاريس قائد القوات الأمريكية فى منطقة المحيط الهادى بأن الدبلوماسية المدعومة بالقوة العسكرية ضرورية للتعامل مع برامج كوريا الشمالية الصاروخية والنووية.

وقال وزير الدفاع اليابانى إيتسونورى أونوديرا إنه يعتقد أن المناورات العسكرية المشتركة الأخيرة التى شاركت فيها قوات يابانية وثلاث حاملات طائرات أمريكية بعثت «رسالة بالغة القوة» لكوريا الشمالية.

ومن المعروف أن المناورات الأمريكية اليابانية الأخيرة وعلى الرغم من ضخامتها تأتى فى إطار سلسلة متتالية من المناورات المشتركة فى المنطقة. أبرز تلك المناورات كانت التى تمت فى أغسطس الماضى بالقرب من جزيرة كيوشو حينما نفذت قاذفتان أمريكيتان من طراز بى-1 بى لانسر ومقاتلتان يابانيتان طراز إف ـ 2. أما أخطرها فكانت المناورة التى تمت فى مطلع شهر نوفمبر حينما نفذت قاذفتان أمريكيتان من طراز بى-1 بى مناورة عسكرية حلقتا خلالها برفقة مقاتلات يابانية وكورية جنوبية فى منطقة شبه الجزيرة الكورية وقامتا خلالها بمحاكاة قصف مواقع لكوريا الشمالية. وأوضحت قيادة القوات الجوية الأمريكية، فى بيان صدر عنها، أن الطائرتين قامتا بمناورتهما فوق المجال الجوى لكوريا الجنوبية.

وفى أبرز رد فعل على النشاط الأمريكى البحرى والمناورات الأمريكية اليابانية الكورية الجنوبية فى المنطقة جددت الصين يوم 16 نوفمبر، مقترحها بشأن تسوية القضية النووية لكوريا الشمالية عبر تقديم تنازلات من الجانبين، قائلة إن الخيار الوحيد أمام تسوية القضية النووية بشبه الجزيرة الكورية يتمثل فى الدفع باتجاه وقف المناورات العسكرية المشتركة لكوريا الجنوبية وأمريكا مقابل تجميد التجارب النووية والصاروخية لكوريا الشمالية، وقال الناطق الرسمى باسم الخارجية الصينية، إن الصين تعتقد أن تسوية القضية عبر «التجميد مقابل التجميد» تمثل أكثر الخيارات واقعية لإنهاء القضية النووية. ومن المعروف ان واشنطن مازالت متمسكة حتى الآن بعدم القبول باتفاق «التجميد مقابل التجميد» الذى اقترحته الصين.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق