رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

المطهرات ليست بديلا للماء والصابون

سالى حسن
هل أنت مهووسة باستخدام المطهرات؟ هل تحرصين دائما على حمل المناديل المبللة المطهرة أو «جيل» لتطهير اليدين؟ هل تستخدمين صابونا وغسولا للجسم يحتوى على المطهرات وما شابه سواء لك أو لأطفالك؟إذا كنت واحدة من أولئك، أنصحك بقراءة هذه السطور لتتعرفى على مدى صحة هذا السلوك وما تنصح به المنظمات العالمية المتخصصة فى هذا المجال.

توضح د.شريفة فهمى مصطفى رئيس قسم العقاقير بكلية الصيدلة جامعة 6 أكتوبر أن استخدام المطهرات بصورة دائمة أو يومية هو عادة غير صحية وخصوصا للأطفال دون الثانية وحديثى الولادة وذلك لأنهم فى هذه السن تكون بشرتهم غير كاملة النمو، وفرص نفاذ هذه المكونات الكيميائية لجسمهم أكبر من البالغين وتؤثر على أجهزة أجسامهم غير المكتملة النمو، وثانيا الأطفال عموما يجب أن يتعرضوا للبكتيريا الطبيعية الموجودة فى بيئتهم حتى يتمكن جهازهم المناعى من العمل وتكوين أجسام مضادة تقيهم شر الأمراض وتحفز مناعتهم الطبيعية. وبشكل عام لا ينصح باستخدام الصابون المطهر والسوائل المطهرة إلا فى أماكن وجود العدوى بشكل مكثف مثل المستشفيات، والمدارس فى حال وجود أوبئة أوعدوى مستشرية، وفى تطهير الجروح لمدد بسيطة، ولكن للاستعمال اليومى يكون الصابون العادى فى نفس كفاءة الصابون المطهر ويفوقه فى أنه لا يسبب ظهور سلالات مقاومة للمضادات الحيوية وظهور بكتيريا أشرس، ولا يقضى على البكتيريا الحميدة التى لا تسبب ضررا فيحافظ على البيئة الميكروبيولوجية الصحية للبشرة، ويساعد الجهاز المناعى على العمل بشكل طبيعي، ولا يضع على بشرتنا وبالتالى يدخل إلى أجسامنا مواد كيميائية قد تكون خطيرة وتتسبب فى ضرر قد لا نلحظه فى حينها ولكن نعانيه بعدها بعدة سنوات فى شكل أمراض خطيرة. وتؤكد د.شريفة أن الصابون المطهر لا يقضى على الفيروسات وبذلك هو لا يستطيع الحماية ضد الأمراض الفيروسية, وملحوظة أخرى مهمة هى أنه يجب ألا يستخدم لغسل الوجه خوفا من تسربه للعيون ولحساسية بشرة الوجه. وعن انتشار استخدام «الجيل» المطهر لتنظيف الأيدى تقول: هو غالبا يعتمد على التطهير بالكحول أو مادة مطهرة فى قاعدة من الجيل، وهنا يجب الانتباه أن هذه المطهرات لا تغنى عن استعمال الماء والصابون ويجب قصر استخدامها حين يتعذر الوصول للماء فقط، ويجب غسل اليدين بعدها حين نجد الماء والصابون، أولا لأن لها قدرة محدودة على التنظيف وخصوصا لو درجة الاتساخ ترى بالعين المجردة، وثانيا لأننا يجب أن نزيل الطبقة التى تبقى على الجلد وتحتوى على المواد الكيميائية التى تتكون منها هذه السوائل والجيل. ويكون غسل الأيدى بالماء والصابون العادي، ويفضل صابون الجلسرين أو زيت الزيتون دون أى إضافات كيميائية، فهذه أكثر الأنواع أمانا، وذلك قبل إعداد الطعام، وقبل وبعد علاج الجروح أو رعاية شخص مريض، وقبل وضع العدسات اللاصقة للعيون أو عند خلعها، كما يجب غسل الأيدى بعد تحضير الطعام وخصوصا عند التعامل مع اللحوم أو الطيور النيئة، وبعد الدخول للحمام أو تغيير الحفاضات للأطفال، وبعد ملامسة الحيوانات المنزلية أو فضلاتها أو بقايا طعامها، وبعد العطاس أو الكحة، وبعد ملامسة الكيماويات أو القمامة أو عند تغيير أكياس القمامة وعند السلام باليد  فى أماكن بها  مرضى بأمراض معدية  أو فى أوقات انتشار أمراض معدية مثل الانفلونزا وغيرها.وتنصح الجمعية الطبية الأمريكية AMA منذ عام 2000 منظمة الغذاء والدواء الأمريكية بمراقبة وتقنين الاستعمال المنزلى للمطهرات ومنتجات النظافة المنزلية المضادة للميكروبات، وكان الرأى السائد حينئذ فى الوسط الطبى أنه لا دليل علميا على أن نفعها يفوق المنظفات العادية، بل هناك شواهد على وجود أضرار لها، وأخيرا استجابت الFDA عام 2005 وأعلنت أنها سوف تضع قيودا على إستعمال الصابون المطهر لما أجمع عليه العلماء بأنه لا يقدم فائدة صحية أكبر من الصابون العادي، فطالبت الشركات المنتجة عام 2016 بكتابة مكونات منتجاتها على العبوة وتقديم ما تدعيه الشركات من أن هذه المنتجات توفر حماية أعلى من الصابون العادى وغيره فى الوقاية من الأمراض، ثم منحتهم مهلة عام وبعدها سيتم رفع منتجاتهم من الأسواق الأمريكية، كما أصدرت الـ FDA قرارا بمنع تداول الصابون المطهر ومنتجات النظافة الأخرى التى يدخل مركب التراى -كلوسان triclosan او الـ microban فى تركيبتها، وذلك لما أثبتته الأبحاث فى أنه يسبب اضطرابات هرمونية للمستخدمين مثل اضطرابات الغدة الدرقية، والبلوغ المبكر، والعقم، والإجهاض والسرطان، كما أنه يتسبب مثله مثل أى مطهر فى حدوث مقاومة من البكتيريا للمضادات الحيوية، وينتج سلالات أشد ضراوة، وكما يضعف الأجهزة المناعية للجسم عند استعماله لفترات طويلة. ووجد أنه بالرغم من استعماله استعمالا خارجيا (أى على البشرة والجلد فقط) إلا إنه يتم امتصاص جزء بسيط منه ومع تكرار الاستعمال يتراكم بالجسم. ومن مشكلات التراي-كلوسان أنه حينما يتم استخدامه مع مياه معقمة بمادة الكلور، يتفاعل معها وينتج مركب الكلوروفورم ومركبات إلدايوكسان المسرطنة، وللأسف الشديد فهو يستعمل فى منتجات عدة يروج لها أنها خالية من الميكروبات مثل بعض ألعاب الأطفال، أو ألواح تقطيع الطعام، وبعض ملابس الرياضة، ومنتجات تجميل مثل الكريمات ومزيلات العرق وغيره.  

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق