رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

محمد نبى الإنسانية

محمد هزاع
يناقش كتاب «محمد بنى الإنسانية» (صلى الله عليه وسلم)، للكاتب «صلاح سالم»، الصادر عن مكتبة الشروق الدولية، فى ثلاثة فصول محاور عديدة منها، الطريق إلى النبوة، ومظاهر الرحمة، وجوهر النبوة، وصفاء الإنسانية، وعقلانية المعجزة القرآنية، ونقاء التوحيد، وخصوصية العقلانية الإسلامية، والإنسانية.

ويعدد سالم مناقب النبى الكريم بقوله: «ولد الهدى «محمد» نبيلا عريق النسب، فقيرا، وليس بالغنى المترف فيطغيه بأس النبلاء الأغنياء، ويغلق قلبه ما يغلق القلوب من جشع القوة واليسار، يتيم بين رحماء.. فليس بالمدلل الذى تقتل فيه القسوة روح الأمل وعزة النفس، وفضيلة العطف على الآخرين.. خبير بكل ما يختبره العرب من ضروب العيش فى البادية والحضر. وتربى فى الصحراء وألف المدنية، ورعى القطعان واشتغل بالتجارة، وشهد الحروب والأحلاف، واقترب من الأثرياء ولم يبتعد عن الفقراء. فهو خلاصة الكفاية العربية فى خير ما تكون عليه الكفاية العربية. وعلى صلة بالدنيا التى أحاطت بقومه فلا يجهلها، فيغفل عنها، ولا هو يغامسها كل المغامسة، فيغرق فى لجتها، أصلح رجل، من أصلح بيت، فى أصلح زمان لرسالة النجاة المرقوبة، ذلك محمد بن عبد الله عليه السلام اليتيم الفقير الأمي، الذى يبدو أنه عانى أزمة ضمير واغتراب روح، فأراد أن يجد حلا فى عزلته الجبلية، مرهف السمع لصوت الحقيقة الأبدية التى تتفجر من صميم الأشياء فى البرية، بينما ينظر فى السماء ذات الكواكب فوق رأسه، ويستمع فى أعماق قلبه الفطرى النقى الخالص، والحق أن فى السماء لآيات لأولى الأبصار، لقد كان لدى محمد ريب فى حكمة الناس، وما كان ليرضى بغير الحقيقة الناصعة، وما كان ليعيش إلا فى الحقيقة، فما كان يراه حوله ليس حقا، وما كانت حياة قريش حقا، نظر محمد من وراء أصنام العرب الكاذبة، ومن وراء مذاهب اليونان واليهود ورواياتهم وبراهينهم ومزاعمهم وقضاياهم. نظر ابن القفار والصحارى بقلبه البصير الصادق وعينه المتوقدة الجلية إلى لباب الأمر وصحيحه، فقال فى نفسه، الوثنية باطل، وهذه الأصناف التى تصقلونها بالزيت والدهن فيقع عليها الذباب، أخشاب لا تضر ولا تنفع، وهى منكر وكفر لو تعلمون، إنما الحق أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، خلقنا وبيده حياتكم وموتكم، وهو أرأف بكم منكم.» ويشير الباحث صلاح سالم إلى أن الإسلام جاء على ملل كاذبة ونحل باطلة فابتلعها، وحق له أن يبتلعها، لأنه حقيقة خارجة من قلب الطبيعة، وما كاد يظهر الإسلام حتى احترقت فيه وثنيات العرب، غير أن هذا الابتلاع نفسه كان بمثابة رحلة طويلة وصعبة.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق