الصورة النمطية للإرهابى «ذو اللحية وزبيبة الصلاة» لم تعد تصلح.. وحان الوقت للتفتيش داخله
السينما تصدت للظاهرة فى الثمانينيات وأوائل التسعينيات
.. وهذه الأيام حصيلة الأعمال لا تتجاوز الـ 20 فيلمًا رغم توغل الإرهاب
بشير الديك: تاريخ العنف بدأ يعيد نفسه.. وحان وقت المواجهة الدراما
لماذا لا نكرر الدور نفسه الذى لعبته الدراما والسينما فى أواخر الثمانينيات وأوائل التسعينيات من القرن الماضى، عندما تم إنتاج العديد من الأعمال المميزة التى تصدت لظاهرة الإرهاب وعمليات غسل الأدمغة التى كانت تحدث للشباب من قبل المتطرفين والمتشددين؟.. سؤال يطرح نفسه بشدة الآن وسط ما تعانيه مصر من تصاعد الإرهاب.
..........................................................................
المفارقة أنه رغم توغل الإرهاب والمعاناة منه، لم تنتج السينما المصرية إلا عددًا قليلًا من الأفلام لا يتجاوز الـ20 فيلمًا،فى حين أننا نحتاج للكثير من الأعمال التى يجب أن يراعى صناعها التغييرات التى طرأت على الفكر الإرهابى وملامحه، حيث بدأنا نسمع عن مواطنين أوروبيين فى صفوف "داعش" وغيره من الجماعات المتطرفة، بمعنى أن إنتاج أعمال جديدة عن الإرهاب يتطلب تحاشى الصورة النمطية للإرهابى "صاحب الذقن الشعثاء المستفزة وعلامة الصلاة المبالغ فيها على جبهته"أو الذى يردد كلاما بطريقة منفرة فى أغلب الوقت، وبعيدا عن التركيز على الشكل فهناك أيضا مناطق فكرية يجب التفتيش داخلها.
لا بد أن تجعلنا الأحداث الإرهابية التى تغتال الأبرياء والمقاتلين من رجال الشرطة والجيش أن نطرح هذا السؤال الذى باتت مناقشته فرض عين وهو: أين السينما من الإرهاب؟، ولماذا لا يتم إنتاج أعمال سينمائية ودرامية تناقش وترصد كل ما يحدث، لماذا لا يكون هناك عدد من الأعمال السينمائية تفضح مزاعم المتطرفين والإرهابين وتفندها؟. فنحن فى أمس الحاجة لإنتاج المزيد والمزيد من الأعمال فى السينما والمسرح والدراما، خصوصا إننا بالتأكيد لا ننسى أعمالا مهمة مثل مسلسل "العائلة: أو مسرحية "الجنزير"،أو أفلام مثل :الإرهاب، والإرهابى، والإرهاب والكباب، والمصير، وانفجار،والخطر،وطيور الظلام، والناجون من النار، وأخيرا قدمت السينما أعمالا ناقشت الفكر الإرهابى أبرزها: دم الغزال، وحين ميسرة، وعمارة يعقوبيان. كما قدم النجمان محمد رمضان وأحمد عز فيلمى "جواب اعتقال" للأول و"الخلية" للثانى، بالإضافة إلى"مولانا" للنجم عمرو سعد.
الكاتب الكبير وحيد حامد قال إنه"أول من كشف تيار الإسلام السياسى المتعصب من خلال مسلسل «العائلة» الذى كان بمثابة تحذير صريح وهو المسلسل الذى كتبه فى التسعينيات، فى هذا الوقت كانت الدولة بجميع أجهزتها تنتفض ضد الاٍرهاب، وكان هناك وعى كامل بأهمية توظيف الدراما والسينما فى مواجهة الظاهرة، وهو ما نحتاجه بشدة فى الوقت الحالى. وأوضح حامد أن تنظيم "داعش" الإرهابى هو"خلاصة فكر تيار الإسلام السياسى الأعمى الجاهل، مؤكدًا أن "الجميع يدفع الثمن، ولفت إلى أنه يعمل على كتابة الجزء الثالث من مسلسل "الجماعة"، ليتعرف الشباب على تاريخ الجماعة الأسود مثلما رصد فى الجزءين الأول والثانى بدايات الجماعة ونشأتها على يد حسن البنّا وصولا لأفكار سيد قطب"المتطرفة".
أماالكاتب السينمائى المخضرم بشير الديك فيرى أن "هؤلاء الإرهابيين لا يشغلهم الدين ولا تطبيق الشرع، وهدفهم يتمثل فقط فى الاستحواذ على كرسى السلطة ولا يبتغون سوى المناصب"، مؤكدا أنهم "شطبوا أنفسهم من التاريخ وأصبح لا يوجد شيء اسمه إسلام سياسى، بعدما خربوا المجتمع".
وأكد الديك أن أحد أهم أسباب وجود العنف والتطرف فى الشارع المصرى "يعود إلى تاريخ جماعة الإخوان المعروف بالاغتيالات منذ عهد حسن البنا، والاتهامات التى لحقت بهم فى تفجيرات سينما مترو، وعمر أفندى وغيرها من الأحداث ويضيف: "تاريخ العنف بدأ يعيد نفسه، وحان وقت المواجهة".
رابط دائم: