كان الرئيس حاسما فى القول إن صناديق الانتخابات هى التى تحدد الفائز فى انتخابات الرئاسة والأمر المؤكد أن الرجل قدم شيئا مهما ومختلفا وجديدا فى حكم مصر عندما قرر أن يسابق الزمن ويأخذ القرارات الصعبة فى الإصلاح، وهو يعرف أنها قرارات غير شعبية خاصة إن من سبقوه لم يجرؤ أحد على التفكير فيها وكانوا يستخدمون مصطلحات غامضة كالتحريك عند رفع سعر أى سلعة، لأن دروس مظاهرات الخبز فى 77 كانت ماثلة فى الاذهان، سواء فى مؤسسة الرئاسة أو الحكومة أو أجهزة الأمن, غير أن الرئيس السيسى اكتشف أن أى إصلاحات جزئية هى مجرد ترقيع لثوب مهلهل، والحل فى الإصلاح الجذرى الشامل ورغم التحذيرات الأمنية ونصائح بعض الخبراء كان الرجل يراهن على وعى الشارع الذى لم يخذله فى التفويض ومخزون الصبر المصرى إذا اكتشف صدق الغاية ولهذا يعرف المؤيد والمعارض أن أية انتخابات يكون السيسى طرفا فيها سيكون الفائز وبفارق كبير، وسيكون البرنامج باختصار استكمال مابدأه من برنامج الإصلاح المتبقى منه عامان بعد المؤشرات الإيجابية لسنة أولى تعويم، وانخفاض عجز الموازنة والبطالة، صحيح إنه يتم بدرجات متدنية، ولكن البرنامج على الأقل أوقف التدهور وتلك خطوة مهمة فى الإصلاح.
غير أن معركة مصر وأى معركة لايمكن الانتصار فيها لقائد بدون جنود ومساعدين وأسلحة وتدريبات وخطط، ولهذا فإن حملات الترشيح التى تجمع توقيعات لحث الرجل على الترشح للانتخابات اختارت عنوانا غير موفق لها (علشان تبنيها) وكنت أظن أن الأكثر توفيقا علشان نبنيها بالنون وليس التاء حتى لانكون مثل قوم موسى نقول للرجل إذهب انت وربك فحاربا إنَّا هاهنا قاعدون وكأن القائمين على الحملة يبرئون أنفسهم من المشاركة، ويرمون العبء كله على الرئيس ليزيدوا همهم فوق الهموم التى يتحملها، وكأن غايتهم وآخرهم هو جمع تلك الاستمارات وليس المشاركة فى معركة البناء وكان الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول عقب عودته من احدى الغزوات اليوم عدنا من الجهاد الأصغر للجهاد الأكبر، وأغلب الظن أن مسئولى الحملة لم يكونوا يقصدون هذا المعنى بل ولا أظن أن الرئيس نفسه يريد هذا المعني، فهو دائم القول كلنا ومعا ومع بعض ولن أستطيع أن أفعل شيئا بدونكم، ولكن فيما يبدو أن بعضهم أخذتهم الحماسة مبكرا والتنافس فى ظل وجود ثمانى حملات شعبية حتى الآن بدأت الدعاية المباشرة، وغير المباشرة وراحت فئات كثيرة متنوعة تشارك فى كتابة استمارات الترشح، ومن بينهم فنانون ورياضيون وإعلاميون وامتد الحماس ليشمل المؤسسات الحكومية والمدارس والخوف أن يتحول الهدف النبيل للفكرة لمزايدة محترفى الانتخابات بما يعطى رسائل خاطئة كأن يحجم الناس عن الذهاب لصناديق الانتخابات ظنا منهم أن تلك الاستمارات تعفيهم من المشاركة، وهناك أطراف أخرى فى خصومة إنسانية مع بعض مسئولى الحملات، ومع بعض الموقعين، ولايحبون أن يقفوا فى نفس الخندق معهم وربما يرى آخرون أن تلك الحملات مزايدة، وأن الرئيس ليس بحاجة إليها خاصة وإنه قال منذ أول يوم أنه غير مدين لأحد بفواتير كى يسددها ثم إن المواطن البسيط يحب بلده حبا مجانيا، وليس بحاجة لوصاية أحد عليه، ويعرف وطنه بكل تفاصيله ويعيش معه منذ أن يستيقظ فى الفجر الى أن ينام منهكا بحثا عن لقمة عيش حلال وربما يعرف وطنه ويعرف رئيسه أكثر من هؤلاء وقد كانت بعض الحملات موفقة مثلا فى اختيار شعاراتها وبدا وكأنها جزء من برنامج الرئيس مثل حملات علشان نطهرها من الاٍرهاب، ونحافظ عليها، ونكمل مشروعاتنا، ونعلم ولادنا، ونكمل المشوار، وفِى كل الأحوال فهى مجرد اجتهادات لأشخاص بعضها يعبر عن الامتنان للرجل وبعضها الله أعلم بها، وإن كانت الكلمة الفصل فى صناديق الانتخابات والتصويت خلف ستار من السرية شرطا أساسيا لصحة التصويت، وفيما عدا ذلك يصبح هامشا على متن الديمقراطية والدستور الذى يؤصل للتعددية.
ببساطة
> قمة الحرية فى التحرر من الخوف.
> المطلقة ليست فاشلة بل ضحية رجل أفشل منها.
> الإحساس بالظلم خميرة ثورة عادلة.
> على الأقل الحثالة أشرف من المنافقين.
> زرع الشوك فى طريقها فهرول اليها حافيا.
> مرت 48 ساعة بدون أخبار عن ياسمين صبري.
> ننفق على السياحة أكثر من عائدها.
> مقاومة الاستبداد حق من حقوق الانسان.
> تُستباح الشعوب عندما تسقط الدول.
لمزيد من مقالات ســيد عـلى رابط دائم: