رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

فضيحة التمثال العاري !

أزمة كبيرة جدا أثيرت مؤخرا بمجرد نشر الإعلامي الدكتور خالد منتصر تلك الصورة للتمثال العاري علي صفحته في الفيس بوك , فعلي الفور تلقف الشيخ خالد الجندي هذا الحدث في برنامجه الديني " لعلهم يفقهون " وقام بشن هجوما عنيفا عليه

متهما إياه بنشر الفجور والفسق والفاحشة من خلال صور جنسية وجسد المرأة بحجة التناول الفني , وبالتالي والكلام للداعية خالد الجندي فأن ما فعله الدكتور منتصر يصعب السكوت عليه ولا يسمح بنشره في بلد بها ديانات مختلفة , ثم اختتم قائلا أشكوه إلي الله

وبدوره قام منتصر من خلال برنامجه هو الأخر بالرد والهجوم المضاد علي الشيخ , فقال أن الجندي ومعه 3 شيوخ حرضوا علي قتلي علي الهواء مباشرة , وفرج فودة أتقتل بكلام أشخاص مثل هؤلاء ، ومعني أشكوك إلي الله علي حد وصف " منتصر " أن أي عابر سبيل غير واعي يستمع إلي تلك الجمل التكفيرية من " الشيخ الجندي " سيقوم حتما بعدها بطعني بسكين !

وعليه فقد انهالت معركة كلامية حامية الوطيس بين الشيخ والطبيب , وكل منهما راح يستغل برنامجه الخاص لمهاجمة الأخر , وطبيعي في مثل هذه المعارك التي يدخل الدين طرفا فيها أن تتدخل وتتداخل أيضا كل الأطراف المتضادة فتتناحر مع بعضها البعض

وتتحول القصة إلي قضية شائكة متشابكة يصعب حلها أو حتى فهمها , وفي النهاية نحن من نقع فريسة هؤلاء الأطراف التي لا يهمها سوي فرض رأيها بالقوة , وبدل ما نخرج بشيء مفيد من تلك المناقشة نجد أنفسنا وقد ازددنا التباسا وارتباكا وغموضا وحيرة فيما هو حلالا أو حراما !

والخطر الأكبر بل والأعظم في مثل هذه القضايا أنها قد تنتقل من حيز المعركة الكلامية إلي معارك أخري يصل مداها إلي ساحات المحاكم , وهذا ما حدث بالفعل بعدما تقدم الدكتور سمير صبري المحامي ببلاغ إلي النائب العام يتهم الدكتور خالد منتصر بالتحريض علي الفسق والفجور لنشره صور لتمثال اغتصاب بروزربيتا , مطالبا بالتحقيق معه وتقديمه للمحاكمة الجنائية العاجلة !

علي طول الخط لا أتفق مع الدكتور منتصر ولا تعجبني أرائه أيضا , لكن في هذه الجزئية بالذات أري أنه لم يخطيء علي الإطلاق , أولا لأنه عندما نشر صورة التمثال كان ذلك في صفحته الخاصة !

ثم ما هو العيب في نشر تمثال شهير لمنحوتة فنية بديعة مستوحاة من أسطورة إغريقية قديمة عن فتاة جميلة تدعي " بروزربيتا " كانت تلعب في أحد الحدائق فلفتت انتباه " بلوتو " وهو إله العالم السفلي الذي يحاول اغتصابها بينما هي تصرخ وتستنجد

فعبر عن هذه القصة الفنان الإيطالي " جيان لورينزو " فجسدها علي هيئة تمثال قام بتنفيذه بين عامي 1621 و1622 , ويعرض الآن في أحد المعارض الشهيرة بروما

إذن الموضوع فني بحت ولا يمس الدين من قريب ولا بعيد , وبالتالي لم يكن يستدعي كل تلك الضجة المثارة حاليا , سوي أننا أصبحنا نتصيد لبعضنا البعض أي تصرف , فتحدث زوبعة في بادئ ثم تتحول رويدا رويدا إلي أزمة ففتنة حتى تنتهي بتلك الفضيحة التي نعيشها الآن من تراشق الاتهامات بين الشيخ والليبرالي !

[email protected]
لمزيد من مقالات علا السعدنى;

رابط دائم: