رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

حالة حوار
(إبداع) ووزارة الثقافة

أبديت تحفظى ـ غير مرة ـ على أداء وزير الثقافة المصري، ولكننى لا أملك إلا أن أشيد بومضة ضوء تظهر وسط ظلمة ذلك الأداء، وهى ترتبط قطعا بجهود أفراد يؤمنون بقضية الثقافة ويتفاعلون معها بعيدا عن حكاية (توجيهات سيادته) و(قد احتفل سيادته) و(قام بتقليد المكرمين أوسمة ومنحهم شهادات تقدير) و(طبقا لما ذكره سيادته فى مقالاته.

اليوم أتعرض لمجلة (إبداع) التى يرأس تحريرها الشاعر الجميل إبراهيم داود، والتى تحولت إلى تعبير واضح عن القوة المصرية الناعمة يستحق أن يحمل اسم مصر وتزينه تلك الكوكبة الوضاءة من الكُتاب والأدباء والمثقفين..

أود ـ أولا ـ أن أتوقف بالتحية اللائقة أمام اسم الفنان نبيل تاج الذى يزين غلاف تلك المجلة ويعلو رسومها الداخلية، فهو من أول صفحة ينقلها إلى العالمية، ويردنا لأيام كان فيها علامة مجلة «الأهرام الاقتصادي» اللامعة، وقد شرفت بأن اعتلى توقعيه رسوم حواراتى فى هذه المجلة، ولا أعرف كيف فرط فيه الأهرام (يقولون إنه خرج على المعاش.. وهل هناك رسام أو كاتب يحال على المعاش؟ ما هذه الروح العشوائية التى تكرس فقه الطابور؟).. على أية حال العدد كله متميز جدا، ويكفى أن ترى على غلافه أسماء أحمد عبدالمعطى حجازى كاتبا عن سيرته، وعبدالقادر القط موصوفا بأنه حارس الثقافة المصرية، وعادل السيوى مترجما لدراسة رائعة على الحداثة بوصفها مؤامرة الفن المعاصر، وأسماء من وزن محمد المخزنجي، ومحمد المنسى قنديل، ومحمود الوردانى ونبيل نعوم، وأحمد عبدالمنعم رمضان وأشرف الخمايسى وغيرهم وحوار مدهش مع ت.إس.إليوت.. المجلة كلها عمل بديع ولن أطالب أى مسئول ببذل ما يليق من المساعدة لزيادة توزيع المجلة، أو حشد الموارد المالية خلفها، خشية أن يفسدوها.. من تابع مجلة «إبداع» خلال السنوات الفائتة يدرك قطعا حجم التطور الذى أحدثه فيها إبراهيم داود، وعلى قدر امتناعى عن مطالبة المسئولين بأى شيء لدعم ذلك العمل، فإننى أطالب القراء ـ فقط ـ بقراءة تلك المجلة الرائعة، التى تعيدنا إلى زمن كانت مصر فيه حاضرة وموجودة ومثقفة وجديرة باسمها.


لمزيد من مقالات د. عمرو عبد السميع;

رابط دائم: