رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

وعد بلفور بعد مائة عام

من يذكر وعد بلفور منذ مائة عام؟ هل نحن فى حاجة حقا لاستعادة هذا الوعد؛ وتداعياته المحزنة من مائة عام حتى اليوم لنعيد إلى الذاكرة ماحدث ـ وما يحدث فى زمن جيمس بلفور1917 وصولا إلى الذكرى السبعينية لقرار التقسيم الصادر عن الأمم المتحدة 1947/2017.. يبدو أن ما حدث معروف، فإن ما يحدث الآن بعد مائة عام يرينا كيف انتهى بنا الحال كل هذا القرن.. وقد يكون من المهم أن نستعيد بعض ما حدث فى السنوات الأخيرة لنذكر بما حدث من يهود ليس لهم أية علاقة إنثربولوجيا بيهود التاريخ، فمن جاء إلى هنا ـ كما أكد اكثر من باحث أهمهم جمال حمدان ـ هم يهود الاشكيناز من جبال القوقاز لتتحول المدن العربية إلى بؤر استيطانية. وإذا بنا أمام بؤر استعمارية مغايرة للواقع وقد زادت عملية التوسع الاستيطاني، خاصة ليزيد عدد اليهود المستوطنين فقط فى تلك الأرض ـ خاصة بعد 1967 ـ إلى قرابة خمسين فى المائة، وبدلا من أن نسمع أسماء المدن العربية المعروفة فى التاريخ حتى اليوم، فإذا بنا أمام كتل استعمارية مثل (نوقديم) و(أريئيل) و(عموناه)، فإذا بنا أمام تسميات أخرى ليس لها علاقة بالأسماء التاريخية للأرض العربية، وحين يعرض فى مجلس الأمن دعوة لاستعادة اسم إحدى المدن العربية أو اسم (فلسطين) فتسارع أمريكا لتعرقل مثل هذا القرار.

وإذا بنا أمام مخطط إسرائيلى يسعى بدأب إلى السعى إلى زيادة عدد اليهود فى القدس العربية المحتلة، وزيادة عدد المستوطنات واليهود فى القدس ليشكلوا ـ فى المخطط القديم الجديد ـ اكثر من 88 فى المائة من سكان المدينة ليتحول السكان الفلسطينيون إلى أقل من 21 فى المائة فى حين يصبح عدد اليهود فى القدس العربية إلى مايزيد على 88 فى المائة، وإذا بنا أمام أسماء عبرية للمدن العربية، وأمام أسماء مستوطنات ومدن تقام بمسميات جديدة (غيلو) و(غفعات همتوس) و(رامات هشلوم). فضلا عما يردد الآن من أنه ستزيد أعداد المستوطنات من مثل (رامات شلومو) و(غفعات همتوس) ثم(غيلو) و(اى 1) إلى جانب مدن استيطانية أخرى فى منطقة عربية تحول اسمها إلي(غوش عتسيون).

يحدث كل هذا، وينشغل العالم العربى بقضايا وهمية كثيرة ليس من بينها العمل لوقف هذا الاستعمار الصهيونى الاستيطاني، ففى حين تعمل إسرائيل لتغيير المدن العربية ينشغل العالم العربى بقضايا داخلية أخري؛ وإذا بنا أمام صراع بين جماعة داعش والقاعدة وبين داعش وجبهة النصرة، وبين السنة والشيعة، وبين مدعى الإسلام وسعيهم إلى تفجير الكنائس المسيحية؛ وإذا بنا أمام وقائع مهينة تشير إلى إعادة تمزيق المنطقة العربية أكثر من ذى قبل؛ ويكفينا فى النظرة العامة أن نلحظ تلك المحاولات الدؤوبة لتقسيم العراق أو تحلل المناطق السورية لتقسيمها.

وهذا الواقع الجديد يؤكد لنا أن المنطقة فى طريقها إلى هذا الانفصال بين المناطق العربية عبر الدواعش والأكراد والسنة والشيعة..إلى غير ذلك؛ ويلفت النظر أيضا إلى غياب فلسطين العربية من المواقع الإليكترونية الغربية وعديد من الصحف وهو ما يعود بنا إلى استعادة وعد بلفور وسايكس بيكو، بعد ذلك كله؛ هل نحن حقا فى حاجة لإعادة التحذير وهل نحن فى حاجة لإعادة ما حدث، سواء من الغرب المستعمر، أو الغرب المستوطن أو حتى الشرق؟ فى جميع الحالات نحن فى حاجة لإعادة النظر لما يحدث لنا وبنا بعد مائة عام من وعد بلفور(1917) حتى العام 2017.

لمزيد من مقالات د. مصطفى عبدالغنى

رابط دائم: