رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

القوات المسلحة:
«ارفع رأسك.. أنت مصرى»

للمرة الثالثة تكسر القوات المسلحة المصرية عبر قواتها الجوية حالة الإحباط التى أراد لها الإرهاب أن تتملك المصريين. المرة الأولى كانت فى منتصف فبراير عام 2015 حينما ثأرت القوات الجوية لجريمة ذبح 21 مواطنا مصريا على الأراضى الليبية من قبل داعش، والمرة الثانية كانت فى نهاية مايو من العام الحالى بالثأر لمقتل 29 مواطنا مصريا فى الحادث الإرهابى بالمنيا، والمرة الثالثة مساء الثلاثاء الماضى حينما دكت أحد معاقل أو أوكار الإرهابيين فى منطقة الواحات وحررت النقيب محمد الحايس. وفى تلك المرات الثلاث شعر المصريون بالصدمة وأسهم الإعلام بقصد أو دون قصد فى بث حالة من الإحباط لدى المصريين، وعملت الجماعات الإرهابية وأبواقها الإعلامية ومناصروها على زعزعة ثقة المواطنين بالأجهزة الأمنية وقدرتها على التصدى ودحر تلك الجماعات. لقد كانت عمليات منظمة فى إطار الحرب النفسية التى تديرها تلك الجماعات على المصريين، وهو ما فرض التدخل السريع من قبل القوات المسلحة بعد ساعات من الحادثين الأولين بتوجيه ضربة لمعاقل داعش بليبيا، وبعد أيام من الحادث الأخير جرى خلالها التجهيز لعملية ناجحة. والنجاح فى العملية الأخيرة لم يكن فقط مرتبطا بالقدرة على مهاجمة وتدمير الإرهابيين بقدر ما ارتبط بالقدرة على تحرير النقيب محمد الحايس الذى احتجزه الإرهابيون فى العملية الإرهابية بالواحات فى العشرين من أكتوبر الماضى، واستشهد خلالها 16 بطلا من رجال الشرطة. وبالفعل تمكنت القوات المسلحة بالتعاون مع الشرطة من تصفية الإرهابيين وتحرير النقيب حيا. والناظر للحالة المعنوية للمصريين بعد عملية الواحات الإرهابية وقبيل عملية القوات الجوية يمكنه أن يقف على حقيقة وأهمية ما قامت به القوات الجوية. وهو الأمر الذى يبرز عدة حقائق يجب ألا تغيب عنا جميعا فى أى لحظة، وهى:
أولا: أن حالة الحرب التى تعيشها مصر ضد الإرهاب هى حرب مستمرة، و«طول النفس» أحد أهم عناصر الانتصار فيها. ومن ثم فإن الانزعاج المبالغ فيه والاستسلام للإحباط والخوف من وقوع عملية هنا أو هناك، ضد مدنيين أو ضد عسكريين يجب ألا يكون بالشكل الذى حدث إبان العملية الإرهابية بالواحات، خاصة من جانب الإعلام بروافده المختلفة.
ثانيا: أن رد الفعل غير المدروس، حتى وإن كان مطلبا شعبيا، ليس مطلوبا فى الحرب ضد الإرهاب بل إن نتائجه ربما تأتى بآثار عكسية. ومن ثم فإن ممارسة الضغط الشعبى والإعلامى والنخبوى على الأجهزة الأمنية لحظة وقوع عملية إرهابية ربما ينال من الروح المعنوية لتلك الأجهزة، ولكن من المؤكد أنه يخدم أهداف الجماعات الإرهابية. فإستراتيجية الإرهاب ضد مصر تعتمد، كما أكد الرئيس السيسي، على إحداث الفتنة والنيل من وحدة نسيج الشعب المصرى عبر استهداف الإخوة الأقباط كما حدث خارج الحدود فى ليبيا، أو داخلها كما حدث فى عمليات إرهابية كثيرة خاصة فى حادث المنيا.
ثالثا: أن القوات المسلحة أكدت بما لا يدع مجالا للشك من قبل أنها فى أعلى حالات الجاهزية والتدريب والكفاءة للتعامل مع كل التهديدات التى تحدق بالوطن وبالمواطنين، وأن المطلوب من المصريين فقط أن يبقوا على قلب رجل واحد خلف تلك المؤسسة التى قرر قائدها الأعلى وقائدها العام وجنودها طواعية أن يتلقوا رصاص الإرهاب نيابة عن الشعب. وتجدر الإشارة هنا إلى أن بيان القوات المسلحة عقب عمليتها لضرب داعش فى ليبيا فى عام 2015 أكد بوضوح «أن الثأر للدماء المصرية والقصاص من القتلة والمجرمين حق علينا واجب النفاذ، وليعلم القاصى والدانى أن للمصريين درعًا تحمى وتصون أمن البلاد وسيفًا يبتر الإرهاب والتطرف».
رابعا: ضرورة الاصطفاف خلف القوات المسلحة والشرطة ومشاركتهم الإيمان بأن الحرب لاقتلاع الإرهاب من جذوره ليست معركة مجانية، بل إنها حرب بما تعنيه الكلمة من معنى وبكل ما يقتضيه ذلك من احتمالات وقوع خسائر بشرية ومادية. فالجماعات الإرهابية ليست أفرادا هواة بل إنهم مدعومون إقليميا ودوليا بالمال والتدريب ومختلف أوجه الدعم اللوجيستي. ومن ثم فالحرب ليست مع تلك الجماعات فقط، بل إنها مع الدول الداعمة لها التى تستهدف القضاء على مصر الدولة. كما أن الاصطفاف خلف القوات المسلحة يعنى بالضرورة الحذر من محاولات بعض المتنطعين لخلخلة ذلك الاصطفاف بخبث شديد عبر التناول غير المنصف لمشروعات التنمية العملاقة التى تقوم بها القوات المسلحة خدمة للمواطنين قبل كل شيء.
«ارفع رأسك فوق.. أنت مصرى» هى رسالة لكل المصريين بضمان القوات المسلحة المصرية أحد أقوى عشرة جيوش فى العالم، والتى لم تخذل شعبها يوما عبر تاريخها الطويل. فتحية للساهرين على أمن وكرامة هذا الوطن. ولنسور الجو.. هذا عهدنا بكم.


لمزيد من مقالات بقلم ــ عـــلاء ثابت

رابط دائم: