للعقل فقط
أم كلثوم و«التطبيع» مع إسرائيل!

مثل البعض منا الذين لايريدون أن تقوم لها قائمة، هناك فى الدولة العبرية بطبيعة الحال من يتمنون لنا الفناء، الفارق أن كثيرا من مواطنيها يتابعوننا عن كثب من باب المعرفة، ويسمعون لأغانينا ولا يخفون إعجابهم واستمتاعهم بها ومكتباتهم تذخر بمؤلفات كتابنا فى شتى المجالات مترجمة أو بلغاتها الأصلية يقبلون على قراءتها ونقدها سلبا أم ايجابا، ويشاهدون أعمالنا الفنية والأبيض والأسود بالسينما المصرية التى تبث بين الحين والآخر فى قنواتهم المرئية.

أما نحن فلا نقرأ لهم فكتبهم محجوبة عنا وأفلامهم، ومنها ما هو مصاغ بلغة سينمائية راقية ممنوعة بالمطلق، والمفارقة أن وزارة ثقافتهم تمول وتشجع إبداعات بتوقيع مخرجين فلسطينيين بارزين لا تتفق مضامينها مع سياستها، وفى فضائياتنا لا يطل منها خبير أو معلق إسرائيلى حتى لو من مدخل مهنى بحت، والحجة التى فى ظنى تجاوزها الزمن والواقع هى التطبيع، المثير أن شبكات عربية ليست الجزيرة القطرية من بينها تجاوزت تلك الأفكار العقيمة.

والنتيجة هى أن الآلة الإعلامية الغربية وصمتنا باللاتسامح فى حين وضعت إسرائيل ضمن الدول المتحضرة، والأخيرة لا تألوا جهدا فى تكريس هذا الانطباع وتصديره لنا والأمثلة عديدة أخرها إطلاقها اسم أم كلثوم على أحد شوارعها، بالتوازى مع إنتاجها فيلما وثائقيا ضخما عنها. لكن أحد أحفاد كوكب الشرق خرج علينا وكله غضب معلنا أن أسرته ترفض بشكل قاطع ما أقدم عليه التليفزيون الصهيوني، قد يكون محقا فى انفعاله ونحن معه لو كانت هناك إساءة لتاريخ تلك الأسطورة ،أم أن يحدث العكس بالتعظيم والتكريم فكيف نشجب ألا يعد ذلك عبثا؟ ويبدو أن هذا الحفيد لم يبلغه أحد كيف أن أجداده فضلوا بيع فيلا قريبتهم بالزمالك بدلا من إبقائها تراثا وشعاعا للأجيال.

لمزيد من مقالات سيد عبد المجيد