تلقيت رسائل عديدة من قراء يعانون الأمرين من عشق زوجاتهم تربية القطط،
وقد نشرت رسالة من زوج يشكو من أن زوجته تحب القطط, وأنها اشترطت عليه قبل الزفاف أن تعيش قططها معها فى منزل الزوجية, وأنه استجاب لطلبها, لكن القطط أصبحت عبئا عليه فهى تنغص حياته ولا تتركه يعيش فى هدوء، وقد اخترت من بين الرسائل التى تناقش هذه المشكلة الرسالة التالية:
اكتب إليك رسالتى ليس دفاعا عن «عاشقة القطط», ولكن لكى أوجه لفتة إلى الكثيرين ربما تكون غائبة عنهم, فأنا فتاة تجاوزت الثلاثين من العمر, وأربى منذ صغرى الكلاب! وأحرص على اصطحاب كلبى المفضل إلى كل مكان أذهب إليه, وأحس بنظرات غريبة ممن حولى, وأسمع كثيرا تعليقاتهم الساخرة, وعانيت الأمرين من كلماتهم اللاذعة لدرجة أننى فكرت فى أن أستوقف أحدهم وأسأله عن سبب نظراته الاستنكارية لي. ومما زاد من أسفى لهذه النظرة الدونية أن الفنادق والمنتجعات والمصايف والشاليهات وضعت لافتات كبيرة أمام أبوابها مكتوبا عليها ممنوع اصطحاب الحيوانات وكأن هذه الحيوانات الأليفة وحوش ضارية!.
ولن أنسى أبدا تلك السيدة التى استأجرت منها شقة سكنية, وبعد توقيع العقد بأيام، وفى أثناء نقلى الأثاث إلى الشقة شاهدتنى اصطحب كلبى فى يدى فصرخت بأعلى صوتها, وقالت كلب.. لا!.. وخيرتنى بين إلغاء العقد أو الاستغناء عن الكلب, وبالطبع فضلت الكلب ومزقت العقد أمامها. إن هناك من يقولون, يوجد فقراء ومحتاجون أولى من الكلاب, وردى عليهم أن تربية القطط أو الكلاب الأليفة لا تكلف شيئا, وأن هذه المخلوقات ضعيفة, وتحتاج إلى الرعاية!
<ولكاتبة هذه الرسالة أقول:
للأسف يتباهى البعض بأن اقتناء القطط والكلاب علامة على الثراء، ولا أدرى أى ثراء هذا الذى يتباهى به هؤلاء؟ وهل الإنسان السوى, حتى إن كان ثريا, فى حاجة إلى التباهى بما يملكه أمام الآخرين؟ أولا يدرك هؤلاء أن الملك لله وأن الأمر كله مرده إليه سبحانه وتعالى! إننى أفهم أن تكون تربيتها من باب الهواية, وقد يلجأ إليها آخرون يعانون الوحدة, ويجدون فيها تسلية لهم, وتسرية عما يعتريهم من هموم وأحزان, وهناك كثيرون بالفعل يحرصون على اقتنائها لهذا السبب وحده وليس لأسباب أخري، أما أن يكون السبب هو التباهى أمام الجيران فهذا هو الغريب بعينه, وأرجو من كل من يقتنى كلبا أو قطة ألا يؤذى الجيران, وأن يحرص على تخصيص مكان لحيوانه المفضل فى منزله, وأن يكف أذاه عن الآخرين!
رابط دائم: