حرب أكتوبر والسينما

كانت هناك حرب خفية تدور فى الغرف المصمتة لايعرف عنها أحد شيئا, اسمها حرب الاستخبارات, فبعد أن سكتت المدافع, وبدأت مائدة المفاوضات تزدحم برجال من أطراف متعددة, بدأت الاستخبارات المصرية فى اخراج ملفاتها التى كانت سرية كى تؤكدأن المصريين انتصروا فى حروبهم السرية ضد اسرائيل, مما مهد للنصر الذى حققته مصر يوم السادس من الكتوبر, ومنها على سبيل المثال كيف تم القبض على الجاسوسة التى قامت بتجنيد خطيبها لمعرفة أسرار قواعد الصواريخ فى أثناء حرب الاستنزاف, لقد كانت هناك خسائر حقيقية تتم على الجبهة, ولولا الدور الذى لعبه رجال الاستخبارات ما تحقق النصر, ومع بعض التصرف فى الأحداث قام الأديب صالح مرسى بتحويل الموضوع الى عمل درامى أذاعته صوت العرب, ثم تحول الى فيلم, كتبه المؤلف, وكشف الخطة البارعة للقبض على الجاسوسة وخطيبها الخائن فى فيلم «الصعود الى الهاوية» اخراج كمال الشيخ عام 1978, وفى الفيلم كانت فرصة لتألق نجوم فى بطولات مطلقة, وعلى رأسهم مديحة كامل, وجميل راتب

وسرعان ماخرجت ملفات البطولات الاستخباراتية لتكشف المزيد من الأسرار التى ساعدت فى النصر, وللأسف فان القصص التى رأيناها كانت عن الخونة الذين جندتهم اسرائيل, مثلما حدث فى فيلم «اعدام ميت», و«بئر الخيانة» وكلاهما من إخراج على عبد الخالق, ثم «فخ الجواسيس» من إخراج أشرف فهمي.

وقد انتقلت التجربة الى الدراما التليفزيونية فصارت التجربة موجودة على المستوى الأوسع فى كل العالم العربى من خلال مسلسلات «رأفت الهجان» و«الثعلب», «السقوط فى بئر سبع», و«الحفار» و «سامية فهمي» و «العميل 1001» وغيرها

لذا فإننا اليوم نحتفل بانتصارات القوات المسلحة قبل اربعة وأربعين عاما, وايضا نرسل تحية الى جيش مواز يعمل فى سرية تامة, ويشارك فى جلب النصر.

لمزيد من مقالات محمد نصر