رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

لنصر 73... ووزير التعليم.. ورواق 57

كنت أرجو بدلا من أن يتحول يوم السادس من أكتوبر الي إجازة ـ ولأنه وافق الجمعة ـ ننقل الإجازة إلي الخميس!ـ أن يذهب الطلبة إلي مدارسهم ـ ويشاركون مدرسيهم إحياء الذكري العظيمة ـ وترفع أعلام مصر كما رفعها المقاتلون العظام علي الضفة الشرقية لقناة السويس وأن تستضيف مدارس الجمهورية الأحياء من المقاتلين ـ متعهم الله بالصحة والعافية وجازاهم على قدموا لبلادهم وتستعاد سيرة وبطولات النماذج العظيمة من شهدائنا وتعرض في المدارس والجامعات الأفلام التسجيلية التي سجلت وقائع العبور والانتصار ـ رغم تقصيرنا الواضح في حفظ وتوثيق المعجزات والأداء العبقري الذي تجاوز القدرات البشرية واعترف العدو والمحللون في الغرب بان أهم أسرار المعركة والانتصار كانت عبقرية وقوة وفداء واستبسال المقاتلين وأنهم شاهدوا في أثناء المعركة من أداء المقاتل وشجاعته ما يفوق القدرة علي التصديق ـ

لا أعرف كيف يتحول يوم كان من أهم دروسه الإعداد والعمل الشاق والتجهيز والتدريب علي أحدث فنون القتال وعبور المانع المائي قناة السويس وإسقاط ما اعتبر العدو إسقاطه مستحيلا خط بارليف والساتر الذي تراكم من حفر القناة وطوال عشرات السنين.. كيف يتحول مثل هذا اليوم إلي يوم عطلة وبطالة يكلف الدولة كما قال الاقتصادي الكبير د.فخري الفقي 25 مليارا من الجنيهات!!

أرجو من وزير التعليم المحترم الذي أتمني أن ندعم مخططاته للتطوير والتحديث وإحداث نقله نوعية حقيقية تخفف ما وصل إليه حال التعليم ـ أرجوه وأدعوه إلى أن يجعل الأعياد القومية ـ وفي مقدمتها السادس من أكتوبر يوما رسميا يتسابق ويتنافس فيه الطلبة من مختلف الأعمار ـ وفي جميع المدارس ـ الأجنبية والدولية قبل الحكومية ـ خاصة وقد أصبحنا نمتلك مدارس تحاول أن تستلهم التجربة التعليمية في كثير من دول العالم التي حققت نجاحات تستحق الاستلهام ـ كلها ـ كلها بلا استثناء يجب أن يستلهموا ويكون محل الاحترام الاول لها تاريخ مصر ومناسباتها القومية والوطنية ــ الاحتفالات المحترمة من خلال استضافة الأبطال وصناع النصر والشرائط المصورة من خلال أفلام الشئون العامة لقواتنا المسلحة وحوارات الطلبة مع المفكرين والمبدعين أثق أنها تستطيع أن تسهم في تقريب الأجيال وتقليل الآثار السلبية.

في الرواق الثقافي الرائع للصرح العلمي والتعليمي والعلاجي الذي يحمل اسم مستشفي 57357 شرفت بحضور احتفالية بالنصر كان المتحدث فيها واحدا من كبار رموز قواتنا المسلحة لواء أ.ح سمير فرج، وقدم عرضا موثقا بالصوت والصورة للإعداد العبقري للمعركة ثم للوقائع المذهلة للعبور وللبطولات التي حدثت في ميدان القتال والاختراق وإسقاط المواقع الحصينة للعدو.. وكيف انهار قادتهم واعترفوا بالهزيمة ـ وأنه لولا التدخل الأمريكي وإمدادات السلاح التي غيرت مسار الحرب لعبر المقاتل المصري سيناء التي حررها الي الاراضي الفلسطينية المغتصبة.. لم يكن الكلام في الفيلم الوثائقي الذي عرضه اللواء سمير فرج لقائد أو مقاتل مصري ولكن شهادات لمراسلين أجانب مصحوبة بشهادات مصورة لما شاهدوه في المعركة من المقاتلين المصريين وكيف انتصروا علي عقبات وتحديات، بل وما يمكن ان يطلق عليه دون أي مبالغة مستحيلات، هذا الفيلم ـ كما قال اللواء سمير من إعداد قناة بي بي سي لم يعرض علي المشاهد المصري ـ وأرجو من الشئون المعنوية بقواتنا المسلحة أن تقدم هذه الشهادة بين مالا يعد ولايحصي من شهادات لمحللين أجانب وعرب ومصريين ولمقاتلين وقدم الكثير منها في أفلام تسجيلية كثيرة ـ ولكن مازال أيضا الكثير مما حدث يحتاج الي التوثيق والتقديم. وأعود لدعوتي لوزير التعليم. د. طارق شوقي ان تكون المناسبات القومية والوطنية يوما لإحيائها والتعلم عليها والتسابق حول دروسها ومعانيها ـ أيضا ان تكون هذه الاحداث الكبري في تاريخنا وفي مقدمتها حرب وانتصارات اكتوبر 73 التي أشك إن كانت أجيالنا الصغيرة تعرفها حق المعرفة، هذه الأجيال التي للأسف تدس في عقولها وأرواحها معلومات مغلوطة ومؤسفة من المتجرين بالدين ـ أو يفقدون الثقة والانتماء والايمان ببلادهم لضعف الوشائج والمعارف التي تربطهم بها وتعرفهم بمقومات الاعتزاز والزهو بالانتماء لها.

ماذا يستعيد هذه المقومات اكثر من تغذية عقولهم وأرواحهم بمثل هذه البطولات.. وقائعها.. والدروس المستفادة منها التي أدعو. د. طارق شوقي إلى أن تكون مادة لكتاب من كتب القراءات والمسابقات الحرة علي مستوي المحافظات والجمهورية كلها وتقديم جوائز قيمة للفائزين بشرط الإبداع والتجديد وإطلاق ملكات الأجيال الصغيرة.. في قراءتها وكتابتها والاقتداء بها. للحق أن النصر ودروسه لايحتاجها صغارنا وشبابنا فقط فهناك من المتجرين والمستغلين لهذه اللحظات في تاريخ مصر والتي أراها اكثر خطورة مما واجهنا فيما بين 67 و 73 وهناك من المسئولين من لايقلون احتياجا للتعلم والتذكر وشجاعة في المقارنة بين أدائهم الذي لايحتاج بذل الروح والدم والحياة كما فعل أبطالنا في وقائع الإعداد للمعركة وخوض القتال، وأن يدركوا مايعنيه الأداء المهمل والمتراضي واللامبالي في بلد يعاني ويواجه كل هذه التحديات ـ تزامنت ذكري النصر مع أحداث دالة ومؤسفة كثيرة.. هل يقول تعداد السكان إلا غياب وتقصير المؤسسات المسئولة عن ادارة رأس المال البشري الذي حولناه إلي عبء؟! وماذا عن جرائم زواج القاصرات والتي انتقضت بعض الاجهزة المسئولة عنها بعد اشارات الرئيس المؤلمة إليها وماذا عن حرائق قش الارز التي تملأ صدور المصريين بالعادم الأسود ومقاومتها بآلاف المحاضر والمخالفات، وهل وفرنا للفلاح ما يجعله يحولها الي ثروة بدلا من كارثة بيئية، ولماذا لم تتخذ اجراءات تطهير البيئة قبل الحالات التي أصيبت بها، وماذا عن انهزام المحافظين والمحليات في معارك القمامة وماذا عن.. وعن.. وعن؟!!

عفوا وعذرا ياصناع النصر العظيم أن يوجد علي الأرض التي قدمتم الأرواح فداء لها من لايؤدون بالشرف وبالروح القتالية التي حاربتم بها، وتحية لكل من احتفي بالذكري العظيمة ـ بما يليق بها ـ وفي مقدمتها رواق الصرح الطبي والعلمي والتعليمي والعلاج 57357 وللقائمين علي نجاحه والذين يخوضون معارك لاتقل شرفا وبطولة لإنقاذ أطفال مصر من وحش السرطان الذي أطلق علي المصريين بلا رحمه.


لمزيد من مقالات سكينة فؤاد

رابط دائم: