كنت أردد دوما ان حماس لن تتنازل عن غزة طواعية، ولكن حركة الأحداث على المستويين الدولى والإقليمى وضعت حماس فى نفق ضيق والإستمرار فيه هو الانتحار السياسى بعينه، وبعد ازمة قطر وتوقف الدعم المادى لحماس لا إيران ولا تركيا يستطيعا ان يشكلا ظهيرا سياسيا لحماس ضد حاضنتها العربية، وكذلك الوضع مع الرئيس عباس الذى دخل فى حلقة مفرغة من مفاوضات متعثرة وعجلة استيطان تفرض واقعا مغايرا يهدد حل الدولتين، ويمين إسرائيلى ينكر الحق الفلسطينى ويصر على الحفاظ على الوضع الراهن، وانحياز امريكى أعمى يقوض اى حراك قانونى ويهدر أى جهود دولية.
ولكن هل من الممكن ان يكون الرئيس عباس يهدد إسرائيل بالمصالحة ويضغط حتى تقدم الولايات المتحدة مشروعا ملزما لحل لصراع، وهل من الممكن تكون حماس رأتها فرصة لترتيب الأوراق والدخول فى جلسات مصالحة وتجهيز لإنتخابات لن تعقد قبل عام على الأقل حتى تتحين الفرصة للانقلاب على كل ما يدور كما عهدناها لأن التنازل عن غزه طواعية امر بالغ الصعوبة، وستكشف الأحداث عن النيات.
غذا الإثنين بالقاهرة لقاء الفصائل والذى سيضم جميع القوى التي وقعت على اتفاق المصالحة في 4 من مايو 2011 بالقاهرة، ستشكل اللجان التي تتابع تنفيذ بنود الاتفاق فى غزة والضفة، وسيكون الملف الأخطر الذى يرجح ان يودى بالعملية برمتها هو قضية سلاح المقاومة الذى لايمكن طرحه على اى مائدة حوار بأي صيغة قبل الحل السياسي مع إسرائيل. ورغم ان الرعاية المصرية حيدت كافة الأطراف الإقليمية لإنجاز الملف، إلا إن واشنطن وإسرائيل تطلقن التصريحات لشيطنة المصالحة وتطالبان بتفكيك سلاح المقاومة.
لمزيد من مقالات خالد الاصمعى; رابط دائم: