إذا كان لابد من إيجاد «فوبيا» عند المصريين، حتى يحافظوا على دولتهم من السقوط، كما طلب رسميا، فإن هناك «فوبيات» أخرى قائمة بالفعل ولا تحتاج إلى صناعة، وتدعو إلى التعامل معها بقدر فائق من الأهمية والحذر.
لا اعتقد أن هناك أخطر وأولى بالاهتمام، من ملف سد النهضة، وضمان حصة مصر فى المياه، وهو ملف، لا تجدى معه عمليات التعتيم وعدم الوضوح، بل المطلوب هو التعامل بشفافية مطلقة، فلقد اصبح الغموض والالتباس، عنوان هذا الملف الشائك، باستثناء تصريحات هنا وهناك، ولا تزيد الملف إلا ضبابية، وتضاعف من الخوف والقلق العام.
كان يجب أن يثير تصريح نسب إلى مصدر حكومى مصري، فضل عدم ذكر اسمه. ما يستحق من اهتمام وتوضيح رسمي، رغم خطورته وكشفه عن الموقف الصعب، الذى ينذر بمعركة طويلة قادمة، لحماية المصالح المصرية فى مياه النيل، لأنه أعلن فيه موت «المسار» الفنى لمفاوضات سد النهضة، وأن الحق المصرى فى المياه، سيكون وفقا لمبادئ القانون الدولي.
كنت أنتظر ردا سميا يقدم اجابة واضحة وقاطعة، حول أسئلة هذا الملف المصري، ولكنه ـ حتى الآن ـ لم يأت، وأخشى أن تكون مسألة موت «المسار» هى الحقيقة «المرة».
> فى الختام: يقول الشاعر الراحل عبد الرحيم منصور:
«فى عنيكى غربة وغرابة
وانا فيكى مغرم صبابة».
[email protected]
[email protected]لمزيد من مقالات محمد حسين; رابط دائم: