لن نتمكن من استحضار روح نصر أكتوبر وماسبقه من حشد طاقات وهمم المصريين إذا استمر اسلوب تعامل الحكومة والمسئولين علي النحو الراهن من إغفال أهمية التواصل مع الرأي العام ، وعدم إعلامه بأسباب ما تقدم عليه من قرارات وخطوات.من لم يعاصر تلك الفترة، يصعب عليه تصور ما أظهره المصريون حينذاك من تكاتف مع الدولة وتحملهم الظروف الصعبة لإدراكهم أن تحقيق النصر له ثمنه،تحملوا لأنهم فهموا.وكانت المهارة السياسية وحسن إدارة الأمور والتواصل مع الرأي العام عنصرا مؤثرا في جمع الكلمة وليس تشتيتها بين قضايا هزلية ومفتعلة وفتاوي متخلفة تلاحقنا عبر الإعلام ووسائل التواصل لشغل الرأي العام، وتبديد الوقت فيما لاينفع وسيجرنا للخلف.
قد تكون دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي للمصريين لاستلهام روح أكتوبر لتحقيق النصر في معركتي الإرهاب والتنمية نقطة تحفيز لكل المسئولين ليضعوا علي أجندتهم أهمية التواصل مع الرأي العام وتهيئته للمتغيرات المطلوبة، فأكثر ما يغيظ المصريين ويقلقهم ألا يفهموا. آخر مثال علي ذلك قرار خفض قيمة كروت شحن الهواتف دون سابق تمهيد أو حتي شرح لاحق. كذلك نأمل أن يبدي البرلمان في دورته الجديدة همة أكبر والتزاما من أعضائه بجدية العمل، فالعضوية ليست وجاهة مجتمعية بل تكريس كامل للجهد لمصلحة الوطن. في ألمانيا طالب الرئيس الألماني السياسيين بانتقاء كلماتهم، وإعطاء القدوة الحسنة بعدما صدر عن رئيسة الكتلة البرلمانية للحزب الاشتراكي من تصريح صادم . قد تقع تجاوزات ،لكن من المهارة حسن إدارتها، هذا ما ينقصنا، ويجب أن نلتفت إليه بجدية استلهاما لأصالتنا ولروح أكتوبر العظيم.
لمزيد من مقالات إيناس نور; رابط دائم: