تواصل وزارة البيئة جهودها لمحاصرة مصادر «السحابة السوداء» التى جاءت فى موعدها هذا العام أقل حدة عن السنوات السابقة بسبب الرقابة المستمرة من الوزارات المعنية وعلى رأسها الزراعة والبيئة وشرطة المسطحات والإدارة العامة للمرور إلى جوار جهود الإدارة المحلية.
وفى إطار جهود وزارة البيئة لمواجهة الظاهرة التى تتكرر بسبب ما يعرف بالاحتباس الجوى فى مثل هذا الوقت من كل عام قامت وزارة البيئة من خلال فرقها المنتشرة بمحافظات (الشرقية، الغربية، البحيرة، الدقهلية، كفر الشيخ، القليوبية) بتنفيذ مجموعة إجراءات للسيطرة على تلك الظاهرة من مصادرها المختلفة وهى حرق قش الأرز، وحرق القمامة، وعادم السيارات، والمنشآت الصناعية، وبالتفتيش على المنشئات التى وصل عددها إلى 2046 منشأة حتى الأن، أكدت المتابعة مطابقة 586 منشأة للحدود المسموح بها وتوقف 1213 منشاة عن العمل ومخالفة 247 منشأة تم اتخاذ الإجراءات القانونية ضدها.
كما قامت الوزارة بعمل عدد من الحملات المرورية لفحص عادم المركبات وذلك بالتعاون مع الإدارة العامة للمرور والإدارة العامة لشرطة البيئة والمسطحات تم خلالها فحص نحو 13 ألفا و192 مركبه وتبين مطابقة عدد 10,449 ومخالفة عدد 2743 مركبة للشروط وقد تم اتخاذ الإجراءات القانونية ضد المركبات المخالفة.
وأكد تقرير لوزارة البيئة أنه منذ منتصف أغسطس 2017 وحتى الآن تم تجميع ما يقرب من 50 الف طن من قش الأرز وتدوير نحو 7261 طن قش إلى أعلاف وسماد حتى الأن حيث من المستهدف تجميع 350 الف طن وتدوير 220 الف طن قش أرز، كما تمكنت المحاور المنتشرة بمحافظات المنظومة من السيطرة على الحرائق التى قام بعض الفلاحين المخالفين لتعليمات الوزارة بإشعالها للتخلص من قش الأرز وقد تم تحرير عدد 2089 محضر حرق مخلفات زراعية، والمعروف أن قش الأرز يعد مصدرا أساسيا للسحابة السوداء نظرا لقيام المزارعين بحرقه لسرعة التخلص منه وإعداد الأرض لزراعات جديدة... والغريب أنه قد شب حريق فى أرض تابعة للبحوث الزراعية التى تملك ما يقرب من 12 ألف فدان كانت مزروعة بالأرز ومغطاه بقش الأرز الذى تم حصاده مما أدى إلى احتراق نحو 30 طنا من أكوام القش، ولم يكن هذا الحادث هو الأول من نوعه بل تصدت فرق التفتيش التابعة لوزارة البيئة لحريق نشب فى يوم سابق بكفر الشيخ والذى تبين أيضاً أنه فى أرض تابعة لقطاع الإنتاج الزراعى وقد تم اتخاذ الإجراءات القانونية ضد المتسببين فى إشعال الحريق.
وعلى جانب آخر يقوم جهاز تنظيم إدارة المخلفات والأفرع الإقليمية بمتابعة حالة المقالب عن طريق الحملات المرورية اليومية التى يتم تنفيذها للسيطرة على أى حرائق قد تنشب بها، حيث تم المرور على المقالب بالقاهرة الكبرى والمحافظات المجاورة وتبين وجود اشتعال بمقلب السلام وتم السيطرة على الحريق وتسويته بالرمال. كما وصل إجمالى عدد شكاوى المواطنين التى وردت إلى خدمة المواطنين بالجهاز حتى الآن إلى 248 شكوى منها 171 بلاغا عن حرق قش الأرز و28 عن حرق قمامة و49 شكوى عن انبعاثات من منشآت صناعية وقد تم توجيه الفرق المختصة لاماكن تلك البلاغات وفحصها.
وأوضح الدكتور خالد فهمي، وزير البيئة، أن المخلفات الزراعية تمثل قيمة اقتصادية، وأن الوزارة لديها برنامج لتحويل قش الأرز وسعف النخيل ومصاصة قصب السكر فى الصعيد إلى سماد طبيعى وعلف.
ويؤكد أن هذا البرنامج نُفذ فى محافظة الشرقية، مردفا: «نسعى الآن لتنفيذه فى محافظة البحيرة، أما الجديد هذا العام فى البرنامج فهو إدخال عملية الفرم لقش الأرز على ماكينات الدريس من خلال تجهيز الميكنة الزراعية بذلك».
ويتابع خالد فهمى أن الأمل فى إنشاء مصنع بمحافظة البحيرة؛ لتحويل لب قش الأرز إلى ورق، بتكنولوجيا صينية صديقة للبيئة.
وعن طبيعة خطوات برنامج الوزارة يقول الدكتور محمد صلاح، مستشار وزير البيئة، إن منظومة برنامج الوزارة لاستخدام قش الأرز ومعالجته تتم من خلال أربعين مكبسا تصل تكلفة المكبس الواحد إلى 300 ألف جنيه.
ويشير إلى أنه تم التعاقد مع الهيئة العربية للتصنيع لإنتاجه، وأنه سيتم توريده للمتعهدين بقروض ميسرة، بالتنسيق مع الصندوق الاجتماعى.
رابط دائم: