رئيس مجلس الادارة
عبدالمحسن سلامة
رئيس التحرير
علاء ثابت
الإخوان هم أكثر من يجاهرون بالتشفّى فى وفاة خصومهم، والقائمة أطول من أن تُحصَى، فيها عبد الناصر والسادات والشيخ الذهبى وهشام بركات وغيرهم! بل ولم يجدوا أدنى حرج وهم يُشيِّعون بعضهم علناً باللعنات والسباب والسجود شكراً لله على موتهم! ولكن، وبرغم هذا الموقف الهمجى، فإنه لا يليق أن يحاكيهم أناس متحضرون يحترمون الموت ويضعون مشاعر ذوى الميت فى الحسبان. وإنْ كان هذا لا يعنى التنازل عن حق الانتقاد الموضوعى للموتى فى الشأن العام، دون انزلاق إلى أدنى إيحاء بالتشفى أو بالسخرية. وأما فى واقعة رحيل المرشد السابق للجماعة، فقد فضح الإخوان أنفسهم بأنهم على استعداد للمتاجرة حتى بما يدّعون أنها لحظة إجلال لرحيل واحد من أهم رجالهم، وتكتمل فضيحتهم فى المنطق المتهافت الذى يظنون أنهم يكسبون به أبناطاً ضد نظام الحكم الذى نفذ إرادة الشعب فى الإطاحة بحكمهم، وراحوا ينسجون حملة تبعث على الأسى على ضعف مهاراتهم السياسية وضحالة خيالهم فى الدعاية والترويج! قالوا إن الحكومة هى التى قتلت الراحل! وكأنه كان فى ريعان الشباب، فى حين أنه كان فى نحو التسعين من عمره! وقالوا إن الحكومة تعمدت إهمال علاجه، فى حين أن الرجل كان مصاباً بمرض عضال فى هذه السن وظل فى قبضة الداخلية نحو 4 سنوات، أى أنه وجد الرعاية الكافية للإبقاء على حياته طوال هذه المدة حتى تدهورت حالته بشكل طبيعى، كما كان يجب أن يحدث وفق قوانين الطبيعة والبيولوجيا! وكان الأغرب من موقف الإخوان أن ينضم لهم آخرون من خارج صفوفهم لا يجمعهم بهم سوى العداء للسيسى ونظامه، حتى أنهم لم يتنبهوا إلى جنوحهم عن أيديولوجياتهم ورؤاهم السياسية، وراحوا يدّعون للراحل تاريخاً من الوطنية والتضحية فى سبيل مصر، رغم ما شاع على لسان الرجل فى السنوات الأخيرة من آراء صادمة عن فهمه للوطن وعن تقديره لمصر وترابها وحضارتها، بل ودعوته المسجلة بالصوت والصورة للتنازل عن حلايب وشلاتين! [email protected]لمزيد من مقالات أحمد عبدالتواب