رئيس مجلس الادارة
عبدالمحسن سلامة
رئيس التحرير
علاء ثابت
هى ـ ببساطة ـ الطرف الذى يستخدمه الأمريكان فى سوريا، وهى إن كانت تدعى أن تكوينها يشمل الأشوريين والعرب والسريانيين والأكراد والتركمان، فإن الجانب الأكثر بروزا فى شخصيتها هو ـ قطعا ـ الجانب الكردي، وقد عمدت سوريا فى البداية إلى مساندتها فى معارك الحسكة والقامشلى وعين كوباني، لا بل وفى منبج، على أساس تفعيل مبدأ الحماية الذاتية الذى أطلقه النظام السورى ليستعين بالمساندة الشعبية فى مواجهة محاولات داعش وفلول المسلحين المتآمرين عليه، ولكن شيئا فشيئا أفصحت قوات سوريا الديمقراطية عن شخصيتها وبدا أن العنصر الإثنى أو العرقى المسيطر عليها تماما هو البشمركة الكردية، وأنها تسعى فى ـ إطار دولى ـ إلى تحقيق مشروع سياسى كردى يتواصل فى سوريا وكذلك فى العراق حيث تسعى أربيل إلى إعلان استقلالها عن الحكم المركزى فى بغداد. هنا ـ ربما ـ تبرز خطورة المشروع الكردى الذى من جهة يهدد علمانية ووحدة الأراضى السورية، ويطرح نفسه كبديل فى يد الغرب لمشروع داعش وقد سيطر على ثلاث مدن عراقية، وثلاث مدن سورية معلنا ما يسمى «الدولة الإسلامية فى الشام والعراق»، كما تبرز خطورة المشروع الكردى ـ أيضا ـ فى أن إسرائيل هى الدولة الوحيدة فى العالم ـ تقريبا ـ التى رحبت بالاستفتاء فى كردستان ـ العراق، ويعيد ذلك إلى الأذهان ما كان تردد فى السبعينيات عن علاقة الملا مصطفى البارازانى بإسرائيل، أو ما تردد بعد غزو العراق عن النشاط السياحى والبترولى الإسرائيلى فى مناطق الأكراد.. نهايته.. قوات سوريا الديمقراطية هى جزء من مشروع أمريكى يحاول حرمان النظام السورى والقوات الروسية من ثمار انتصاراتهما حول دير الزور ويطرح نفسه عن طريق ما يُدعى المجالس المحلية كبديل عن تقدمهما فى تلك المنطقة.. للأسباب السالفة كلها فهمت موقف بثينة شعبان المستشار السياسى والإعلامى للرئيس الأسد، حين أكدت أن دمشق ستحارب قوات سوريا الديمقراطية مثل داعش إذا أصرت على التمرد فوق الأرض المحررة.. ولتلك الأسباب ـ أيضا ـ أرى التحول فى الموقف الرسمى السورى من قوات سوريا الديمقراطية مبررا وصحيحا. لمزيد من مقالات د. عمرو عبد السميع