رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

أمريكا والحق فى ثروات العرب!

تختلف الشعارات وتتنوع التبريرات من جانب الولايات المتحدة للاستيلاء على ثروات الشعوب العربية، وهو ما اتضح بقوة فى السنوات الأخيرة من جورج بوش الأب، فالابن، الى الرئيس الحالى دونالد ترامب.. فبوش الأب تحمس حماسا لم يسبق له نظير «لتحرير!!» الكويت، عقب الغزو العراقى الذى أعتبره شخصيا خطأ فادحا، شجعته السفيرة الأمريكية، ابريل جلاسبى على الوقوع فيه.. تكونت قوات «تحرير» الكويت من العرب وفور إنهاء الغزو توجهت واشنطن صوب مفاتيح شركات النفط واستولت عليها فاتضح أن هذا كان الهدف الأول من «التحرير». أما بوش الابن فقد كون اوركسترا رهيبا، يضم خاصة بريطانيا تونى بلير، لعزف كمية مرعبة من الأكاذيب حول «سلاح الدمار الشامل» الذى يستطيع العراق به «تدمير العالم فى ست وثلاثين ساعة!!»..بهذا الاتهام الخبيث بدأ مخطط تدمير العراق وتقسيمه وكان من أوائل قرارات التفتيت، قرار الحاكم العسكرى الأمريكى، بول بريمر، بتسريح الجيش العراقي، وأعقب ذلك إعداد دستور، فى المطبخ الأمريكي، كتبت عنه فى حينه، إنه دستور تقسيم العراق بحجة بارعة الخداع تسمى «المحاصصة!» أى توزيع ثروات العراق بتخصيص حصة للسنة وأخرى للشيعة وثالثة للأكراد!!.. ونعرف جميعا حجم الدمار والقتل والتهجير الذى عاناه العراق فى «الديمقراطية!!» التى أرساها بوش، وكان من أبرز معالمها معتقل ابو غريب البشع والذى يليق بدولة احتلال همجى وقد أهدر حقوق الانسان كما لم يحدث إلا فى أعتى النظم الفاشية.. والأمر الذى يدعو إلى التوقف عنده وتأمله بعناية، هو ما أعلنه صراحة وبلا أى مواربة ،الرئيس الأمريكى الحالى دونالد ترامب والذى قال بمنتهى الوضوح، إن نفط العراق ملك لأمريكا وبريطانيا وبقية الدول التى ساعدت أمريكا!!!!

وبدا أن ترامب لا يرى المنطقة العربية إلا من ثقب بئر البترول، حيث الذهب الأسود الذى نهبته بريطانيا ومعها أمريكا، فيما لا وجود، فى نظر المستعمر، للشعب العراقى الذى عانى الأمرين جراء الطمع الشرس فى ثرواته الطبيعية، ولا يزال يلملم الجراح التى لم تلتئم بعد جراء معاناته على ما يقرب من ثلاثين عاما..الجدير بالملاحظة هنا هو «صراحة» ترامب، فلا هو ادعى، الدفاع عن الديمقراطية ولا عن العالم ضد التهديد العراقى، والذى اعترف بلير بأنه لم يكن صحيحا، ولا عزاء لضحايا الكذبة الكارثية، بل يعلن ترامب بلا اى تحفظ أو ادعاء كاذب بالغيرة على الديمقراطية او أى من القيم أو المبادئ أو الحقوق، ان «نفط العراق من حق الولايات المتحدة الامريكية الاستيلاء عليه كاملا، وتوزيع ما تراه هى، على أحبائها.. وأخطر ما فى كلام ترامب ليس فقط الادعاء باحقية بلاده فى ثروات الشعوب وفى تدمير الدول لمصلحة نهب تلك الثروات، كما كشفت التطورات عن دور واشنطن فى استخدام التنظيمات الإرهابية وأشهرها داعش، بل فى تجاهله التام لوجود شعوب فى الدول النفطية وإغفاله حقها فى التمتع بما حباها الله عز وجل من ثروات طبيعية..إنها سياسة وضع اليد بالقوة على قوت الانسان العربى لإشباع شعب ترامب حتى التخمة..

والأكيد أن الشعب العربى قد أصبح لا يثق فى ادعاءات أمريكا ولا فى شعاراتها المزيفة، خاصة وقد تغير الوضع العالمى وتبدلت الصورة تماما، بعد كارثة «الجهاد» فى أفغانستان بدعوى مناهضة الاتحاد السوفيتى، الشيوعى الكافر.. فالآن لا يوجد عدو أيديولوجى لأمريكا «المؤمنة» ولذا ذهب ترامب إلى الهدف مباشرة..أمريكا سوف تستولى على نفط العراق، المدين لواشنطن!!..مدين لها بنشر التنظيمات الإرهابية فيه، وتأجيج الفتنة الطائفية وأخيرا محاولة تقسيمه رسميا.. وفى غياب، عدو ظاهر لامريكا، علينا أن نطالبها بان تكف عنا أذاها وان تكتفى بما نهبته من ثرواتنا وأن تعترف بأن هذه الثروات من حق شعوب المنطقة، على ان يشرح لها أحد «يعنى إيه شعوب» غير الشعب الأمريكى.

لمزيد من مقالات فريدة الشوباشى;

رابط دائم: