رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

حالة حوار
الرقص بالبكينى!

يطلعنى الإنترنت ـ أحيانا ـ على مشاهد مصورة لم أكن أتصور وجودها أو حدوثها فى مصر دون رادع أخلاقى أو قيمى أو معنوى من أى نوع.

ومما شاهدت ـ أخيرا ـ مقاطع فيلمية لأفراح شعبية تقوم الراقصات المكلفات بأحيائها بالرقص مرتديات مايوهات بكينى «حقيقية وليست مجازية»، وبغض النظر عن أجسام هاتيك الراقصات البلديات مترهلة ومنتفخة على نحو لا مزيد عليه ولا تصلح ـ أساسا ـ للرقص أو لما شابه من الأنشطة، فإن المنظر المقزز والمقرف لتبختر هاتيك الراقصات بالمايوهات البكينى على خشبات مسارح هذه الأفراح الشعبية كان أمرا ساقطا خارجا بكل معنى الخروج أو السقوط.

وصحيح أن تلك الأفراح تحفل ـ عادة ـ بكل ألوان السلوكات القبيحة «شربا أو تدخينا أو ألفاظا» ولكن العجيب أنها تقام فى أوساط تتظاهر ـ دوما ـ بالمحافظة والتزمت والحشمة، ثم تمارس من الانحراف والتهتك والابتذال ما يتعارض ـ تماما ـ مع ذلك النظام القيمي، وآخر لوحاته أو مشاهده منظر النسوة البلديات الراقصات بالمايوهات البكينى التى تبرز كتل لحومهن الحنيزة من كل فتحة أو شق فيها.

إن ذلك الازدواج فى المعايير والظهور فى المجتمع بوجهين أحدهما محتشم ورزين والآخر فاجر وقبيح هو من الظواهر التى تحتاج من كل مؤسسات التربية والتوعية فى هذا البلد إلى جهد كبير وممنهج لتعويد الناس معنى الاعتدال وألا يكون ضحكهم ـ بالضرورة قهقهة أو فرحهم مشاهد ساقطة مخجلة، أو ـ حتى رقصهم غاية فى الابتذال.

نريد أن نكون ـ فعلا ـ مجتمع مكارم الأخلاق دون تزمت ودون تطرف، وبدلا من الحديث المتصل عن تجديد الخطاب الدينى الذى لا يعى المتحدثون أو الكاتبون عنه معناه ويترجمه كل على مزاجه وكيفه وذوقه، فلنتكلم عن الأخلاق وهى ما نعرفه حق المعرفة ويمكننا إحياؤها وبعثها من جديد، نريد أن يشفى مجتمعنا من داء اختراق النظام القيمى العام والإتيان بكل ما هو خارج من أجل لفت الانتباه.


لمزيد من مقالات د. عمرو عبد السميع;

رابط دائم: