3 ـ من أهم دروس الحياة أن الشدائد هي أفضل اختبار لمعادن الرجال باعتبارها أهم معايير الفرز الإنساني بعد تبيان المواقف ومدي انحياز المرء للحق أو الباطل!
في الشدائد تتضح الحقائق ناصعة جلية وتتثبت النقاط فوق حروفها وتنفك الألغاز ويتعرف الناس علي الوجوه الحقيقية فوق مسرح الأحداث دون أقنعة ودون رتوش من خلال التمييز بين الساعين إلي التضحية والعطاء حبا في وطنهم وبين الباحثين عن وجاهة السلطة وما بها من مغانم يحلمون بجنيها حتي لو كان الثمن صراعات وفتنا تحرق الوطن.
وأتطلع ببصري إلي الماضي القريب وأتذكر الشدة التي عاشتها مصر وهي تحاول قدر جهدها وفي ظل قيادة المجلس الأعلي للقوات المسلحة برئاسة المشير محمد حسين طنطاوي أن تجنب البلاد جنون الفوضي بعد 25 يناير وكيف استطاع هؤلاء الرجال أن يتحملوا صغائر الصغار دون أن تضيق صدورهم أوتخضع قراراتهم للانفعال أو الابتزاز لأن أبصارهم كانت مركزة حول هدف وحيد هو إنقاذ مصر.
وظني أن التاريخ سيتوقف طويلا أمام دور المشير طنطاوي في هذه المرحلة الصعبة من تاريخ الوطن وسيتساءل الخبراء والمحللون عن القوة الكامنة في نفوس هؤلاء الرجال الذين تحملوا بكل الصبر والكبرياء ما يفوق طاقة الجبال من احتمال حتي ترسو سفينة الوطن عند شواطيء الأمان… وفي ظل هذه الأجواء المضطربة كانت عين المشير طنطاوي ترقب وتتابع خلال اجتماعات المجلس الأعلي للقوات المسلحة سلسلة الرؤي العميقة في التعامل مع الأحداث التي كان يطرحها اللواء عبدالفتاح السيسي مدير المخابرات الحربية ــ آنذاك ــ ولم يكن طنطاوي يخفي علي المقربين منه أن السيسي هو رجل المرحلة المقبلة بحكم إلمامه بكل ما يجري علي أرض مصر وامتلاكه رؤية ثاقبة لتحديات الحاضر وآفاق المستقبل... وقد كان!
وغدا نستكمل الحديث
خير الكلام:
<< كن بحيلتك أوثق منك بشدتك !
[email protected]لمزيد من مقالات مرسى عطا الله; رابط دائم: