رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

كل يوم
دور طنطاوى ورؤية السيسى !

3 ـ من ‬أهم‭ ‬دروس‭ ‬الحياة‭ ‬أن‭ ‬الشدائد‭ ‬هي‭ ‬أفضل‭ ‬اختبار‭ ‬لمعادن‭ ‬الرجال‭ ‬باعتبارها‭ ‬أهم‭ ‬معايير‭ ‬الفرز‭ ‬الإنساني‭ ‬بعد‭ ‬تبيان‭ ‬المواقف‭ ‬ومدي‭ ‬انحياز‭ ‬المرء‭ ‬للحق‭ ‬أو‭ ‬الباطل‭!‬

في‭ ‬الشدائد‭ ‬تتضح‭ ‬الحقائق‭ ‬ناصعة‭ ‬جلية‭ ‬وتتثبت‭ ‬النقاط‭ ‬فوق‭ ‬حروفها‭ ‬وتنفك‭ ‬الألغاز‭ ‬ويتعرف‭ ‬الناس‭ ‬علي‭ ‬الوجوه‭ ‬الحقيقية‭ ‬فوق‭ ‬مسرح‭ ‬الأحداث‭ ‬دون‭ ‬أقنعة‭ ‬ودون‭ ‬رتوش‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التمييز‭ ‬بين‭ ‬الساعين‭ ‬إلي‭ ‬التضحية‭ ‬والعطاء‭ ‬حبا‭ ‬في‭ ‬وطنهم‭ ‬وبين‭ ‬الباحثين‭ ‬عن‭ ‬وجاهة‭ ‬السلطة‭ ‬وما‭ ‬بها‭ ‬من‭ ‬مغانم‭ ‬يحلمون‭ ‬بجنيها‭ ‬حتي‭ ‬لو‭ ‬كان‭ ‬الثمن‭ ‬صراعات‭ ‬وفتنا‬ تحرق‭ ‬الوطن‭. ‬

وأتطلع‭ ‬ببصري‭ ‬إلي‭ ‬الماضي‭ ‬القريب‭ ‬وأتذكر‭ ‬الشدة‭ ‬التي‭ ‬عاشتها‭ ‬مصر‭ ‬وهي‭ ‬تحاول‭ ‬قدر‭ ‬جهدها‭ ‬وفي‭ ‬ظل‭ ‬قيادة‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلي‭ ‬للقوات‭ ‬المسلحة‭ ‬برئاسة‭ ‬المشير‭ ‬محمد‭ ‬حسين‭ ‬طنطاوي‭ ‬أن‭ ‬تجنب‭ ‬البلاد‭ ‬جنون‭ ‬الفوضي‭ ‬بعد‭ ‬25‭ ‬يناير‭ ‬وكيف‭ ‬استطاع‭ ‬هؤلاء‭ ‬الرجال‭ ‬أن‭ ‬يتحملوا‭ ‬صغائر‭ ‬الصغار‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تضيق‭ ‬صدورهم‭ ‬أوتخضع‭ ‬قراراتهم‭ ‬للانفعال‭ ‬أو‭ ‬الابتزاز‭ ‬لأن‭ ‬أبصارهم‭ ‬كانت‭ ‬مركزة‭ ‬حول‭ ‬هدف‭ ‬وحيد‭ ‬هو‭ ‬إنقاذ‭ ‬مصر‭.‬

وظني‭ ‬أن‭ ‬التاريخ‭ ‬سيتوقف‭ ‬طويلا‭ ‬أمام‭ ‬دور‭ ‬المشير‭ ‬طنطاوي‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭ ‬الصعبة‭ ‬من‭ ‬تاريخ‭ ‬الوطن‭ ‬وسيتساءل‭ ‬الخبراء‭ ‬والمحللون‭ ‬عن‭ ‬القوة‭ ‬الكامنة‭ ‬في‭ ‬نفوس‭ ‬هؤلاء‭ ‬الرجال‭ ‬الذين‭ ‬تحملوا‭ ‬بكل‭ ‬الصبر‭ ‬والكبرياء‭ ‬ما‭ ‬يفوق‭ ‬طاقة‭ ‬الجبال‭ ‬من‭ ‬احتمال‭ ‬حتي‭ ‬ترسو‭ ‬سفينة‭ ‬الوطن‭ ‬عند‭ ‬شواطيء‭ ‬الأمان‮…‬‭ ‬وفي‭ ‬ظل‭ ‬هذه‭ ‬الأجواء‭ ‬المضطربة‭ ‬كانت‭ ‬عين‭ ‬المشير‭ ‬طنطاوي‭ ‬ترقب‭ ‬وتتابع‭ ‬خلال‭ ‬اجتماعات‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلي‭ ‬للقوات‭ ‬المسلحة‭ ‬سلسلة‭ ‬الرؤي‭ ‬العميقة‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الأحداث‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬يطرحها‭ ‬اللواء‭ ‬عبد‭‬الفتاح‭ ‬السيسي‭ ‬مدير‭ ‬المخابرات‭ ‬الحربية‭ ــ ‬آنذاك‭ ــ ‬ولم‭ ‬يكن‭ ‬طنطاوي‭ ‬يخفي‭ ‬علي‭ ‬المقربين‭ ‬منه‭ ‬أن‭ ‬السيسي‭ ‬هو‭ ‬رجل‭ ‬المرحلة‭ ‬المقبلة‭ ‬بحكم‭ ‬إلمامه‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬يجري‭ ‬علي‭ ‬أرض‭ ‬مصر‭ ‬وامتلاكه‭ ‬رؤية‭ ‬ثاقبة‭ ‬لتحديات‭ ‬الحاضر‭ ‬وآفاق‭ ‬المستقبل‭... ‬وقد‭ ‬كان‭!‬

وغدا نستكمل الحديث

خير الكلام:

<< كن بحيلتك أوثق منك بشدتك !

[email protected]
لمزيد من مقالات مرسى عطا الله;

رابط دائم: