رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

السرطان الإرهابى

منذ فجر الخليقة وعبر كل الأجيال وعلى مر جميع العصور هناك خونة وعملاء، فقد حدثت الخيانات أيام السيد المسيح وفى صدر الاسلام وفى العصور الحديثة وحتى وقتنا هذا، وفى كل الروايات التاريخية للخونة وباعة الأوطان تجد أن الخائنين الذين يبيعون بلدانهم يمارسون الخيانة إما رغبة فى الانتقام أو طمعاً فى المال أو بحثاً عن سلطة أو زعامة وهمية، وتجد لهؤلاء أيضاً مساعدون صغار ومستفيدون، وعندما تصل محطات العمالة إلى ممارسة الإرهاب والقتل وتدمير المنشآت مثلما نراه هذه الأيام فتلك هى أبشع درجات الخيانة وهى قطعاً من الجرائم العظمى وفى تقديرى هى أخطر من ممارسة الجاسوسية ، فالجاسوس بمفهومه القديم كان يتلخص دوره فى تقديم المعلومات وهو خائف ومرعوب ويتقابل مع العدو سراً.. لكن الخائن الحالى الذى ينتمى لتنظيم مسلح ويشارك فى إرتكاب جرائم قتل الأبرياء بطرق وحشية سواء بتنفيذ الفعل أو بتقديم معلومات هو مجرم تجرد من الوطنية والإنسانية والدين وأصبح كل همه الانتقام بلا دوافع حقيقية، واللافت للنظر أن معظم البؤر التى حدثت فيها مواجهات مع الارهابيين ليست كلها مناطق عشوائية،فمثلاً أحداث الخصوص وأرض اللواء إندس الارهابيون فيها بين الفقراء وفى مدينة نصر وأكتوبر كان الوضع مختلفا إذن فهم يجندون من يخدم أهدافهم دون النظر إلى المكان أو المؤهل ..المهم قابلية العقل الذى أمامهم للبيع والشراء وممارسة الانتقام تحت أى دافع سواء كان دافعاً مادياً أو فكرياً ولعل السؤال المهم هنا ماذا نفعل نحن كشعب وكدولة لمواجهة هذا السرطان الارهابى ؟! لابد أولاً أن نعرف من الذى يعيش حولنا ونفهم دوافعه ونتسلل إلى أفكاره ولابد للدولة أن تحدد خططاً حقيقية لمواجهة التضليل الفكرى وعمليات غسيل المخ فى المدارس والجامعات وأماكن العمل والمؤسسات وغيرها ليس لمجرد العقاب ولكن أن يجرى ذلك مثلما نتناول وجبات الإفطار والغداء والعشاء، وفلاابد من الدفع بكل المعتدلين الأسوياء المشهود لهم بالصلاح والقدرة على الحوار والتغيير الإيجابى وأن يتفهم المجتمع أهمية وحتمية هذه المواجهة لحماية الأجيال وتجنيبهم مخاطر هذا السرطان .. وأيضاً أن يكون هناك لغة حاسمة وقاطعة فى محاسبة المتورطين فى الإرهاب والضرب بيد من حديد على رأس كل الخائنين ومحاسبتهم علنياً فليس هناك أغلى من الوطن لكى نتساهل مع هؤلاء المجرمين الملاعين.

[email protected]


لمزيد من مقالات أحمد فرغلى;

رابط دائم: