قديما، كان فعل «التحرش» يقوم به بعض الشباب المراهق أو المستهتر، وكان مكانه فى الشوارع أو امام السينمات أو فى المتنزهات والملاهى، ولكن مع تطور الزمن، تحول «التحرش» من الشارع، الى رحاب العلم فى المدارس والجامعات، وبدلا من أن يمارسه الشباب المستهتر، أصبح يقوم به الأساتذة.
فقد نشرت جريدة الاهرام يوم الجمعة، عن قرار لجامعة طنطا بإحالة عضو هيئة تدريس بكلية الآداب لمجلس تأديب لثبوت قيامه بالتغرير بالطالبات والتحرش بهن، وإخلاله بواجبات وظيفته وخروجه على مقتضياتها ووصمه بسوء السمعة، وقالت إن هذه هى المرة الرابعة داخل جامعة طنطا. ومنذ شهور قليلة تم تحويل أستاذ بكلية الاعلام جامعة القاهرة للتحقيق بنفس التهمة، وتكررت المأساة من قبل فى العديد من الكليات بجامعات القاهرة والاسكندرية ودمنهور وأسيوط وكفر الشيخ وعين شمس والمنيا والفيوم وحلوان، وقد نشرت إحدى الصحف عدد الأساتذة الذين تم تحويلهم الى مجلس تأديب خلال العامين الماضيين فقط الى 17 حالة تحرش، وإذا كان علماء الجريمة يقولون إن ما يتم الامساك به من بعض الجرائم لا يتجاوز 10%، فربما يدل ذلك على أن هذه الجريمة لم تعد حالات فردية، بل بدأت تنتشر، فيتحول الاستاذ فيها من معلم فاضل الى ذئب بشرى، مستغلا وظيفته وتحكمه فى نجاح أو رسوب الطالبات، حيث إنه من يضع الامتحانات، ومن يصححها، وليس عليه رقيب الا ضميره، ولا أظن أن من يتحرش بطالباته لديه ضمير أصلا.
وإذا كان الشاب المتحرش فى الشارع، يقول بعض الكلمات النابية، فان «أساتذة التحرش» لا يكتفون بالكلمات، بل يصل بهم الحال الى الابتزاز الجنسى. ورغم أن فكرة التعميم مرفوضة، وان هؤلاء المتحرشين قلة، فإن الأمر يحتاج الى عقوبة رادعة لاجتزاز أمثال هؤلاء ليعود ثوب التعليم ناصعا كما كان.
لمزيد من مقالات جمال نافع; رابط دائم: