رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

والسياحة فى تاريخ مصر أيضا

ليست السياحة شرم ولا الأقصر وأسوان فقط.. وأسأل نفسى بشدة سؤالا يحيرني: هل ستتوقف حياتنا عن المضى فى مساراتها الطبيعية وكأن - بل هو بالفعل كذلك- كل شيء على طبيعته.. فلا الإرهاب يستطيع أن يوقف مسيرتنا الحضارية والاجتماعية وكل شيء.. ولا مشكلات زيادة أسعار المحروقات أو ارتفاع الأسعار عموما، فهذا البلد لن تتوقف مسيرته للأمام رغم كل شيء وأى شيء.

أقول هذا بمناسبة ما نقرأه ونسمعه عن بداية عودة السياحة ببطء صحيح، لكنه بطء يتزايد ويتسارع نحو عودته إلى معدلاته السابقة وربما أكبر، فماذا فعلنا من أجل الاستعداد لعودة السياحة بالكامل؟ وهل انتظم كل شيء فى فنادقنا ومنتجعاتنا؟ وهل فكرنا فى كل ما يمكن أن نقدمه من ألوان السياحة وأنواعها التى تستطيعها مصر من خلال موقعها الفريد وتاريخها الطويل وعندنا سياحة المناظر الطبيعية الخلابة وشواطئنا الممتدة على البحرين المتوسط والأحمر ومدننا الشاطئية التى باتت الدنيا كلها تعرفها وتحبها وتؤثرها على غيرها إضافة إلى ما يمكن تقديمه - بل ويقدم بالفعل- من السياحة العلاجية فى رمال الصحراء والمياه الطبيعية الساخنة فى سيوة وغيرها. هذا على أحد المستويات ثم المستوى الآخر وهو العلمى وعندنا من الكفاءات الطبية العالمية المشهود لها فى علاج أمراض القلب والكبد وغيرها. ثم السياحة الدينية فها هو الأزهر الشريف بتاريخه العريق، ثم مسارات العائلة المقدسة على تراب مصر ورمال سيناء التى شهدت خروج موسى وقومه حتى عبروا خليج السويس هربا من فرعون ثم انتصارهم بتدبير من المولى سبحانه. لكنى هنا ربما أريد أن ألفت النظر إلى مشهد ربما فات كثيرين منا وربما من رجال السياحة أنفسهم.

أحكى هنا عن مشهد قد لا يتكرر وهو مذبحة القلعة الذى يمكن أن نعيد حكايته على أرضه ومكانه فى القلعة بعراقتها وتاريخها ومبناها الأثري. سنعيد الوالى محمد على إلى مكانه على رأس المشهد وهو يشهد دخول المماليك مجردين من أسلحتهم التى وقف رجال الوالى وجنوده يجردونهم منها فما أهميتها والمناسبة لا شبهة فيها لأى شيء يقتضى وجود السلاح فلا نغضب الوالى الذى سيساعده بكل تأكيد تلبيتهم لدعوته للاحتفال بخروج ولده الأمير طوسون فى تجريدة إلى الحجاز بناء على أوامر السلطان العثمانى فى إسطنبول، كل هذا يمكن أن نحققه بعدد من الممثلين الهواة أو المحترفين أو من تراهم وزارتا السياحة والثقافة. سيدخل المماليك أيا ما يكون عددهم الأمر الذى يمكن ببساطة أن تدبره وزارة الثقافة بإمكاناتها وهى كثيرة، ولست أدرى من فى الوزارتين سيتولى أمر الملابس التاريخية والسلاح من سيوف وخناجر وبنادق قديمة وخيل أيضا؟! لابد أيضا أن يكون الاحتفال طبيعيا مائة بالمائة يعيد لنا المشهد القديم كاملا.. لابد أيضا أن نبحث منذ الآن أماكن وجود المتفرجين ورجال الإعلام وكاميرات السينما والتليفزيون من أجل التسويق فى الخارج. ولن نحكى هنا عن أسباب تدبير المذبحة فمعروف أن الوالى محمد على كان يريد التخلص نهائيا وبضربة واحدة من رءوس المماليك حتى يخلُص له حكم مصر بلا مشكلات. سأضيف بعدا آخر للاحتفال وهو فتح الباب أمام من يريد أن يتزيا بزى المماليك أو حرس الباشا لقاء أجر بالعملة الصعبة أو بشراء الملابس كذكرى لمن حضر الحفل، وأتصور أن الإقبال سيكون كبيرا جدا على ليلة كهذه يمكن أن يسبقها طبع كتيبات مصورة فيها ما يكفى من معلومات عن المماليك وعن الباشا الوالى وعن أسباب المذبحة ونتائجها وهكذا. هل يمكن أن نبدأ إن كنّا جادين فى التسويق لحفل مثل هذا منذ الآن عن طريق مكاتبنا السياحية والإعلامية بل والثقافية فى الخارج؟ وكل ما يمكن عمله الآن هو التفكير فى الملابس والسلاح واليوم السنوى الذى سيقام فيه هذا الاحتفال الذى ربما قد يؤدى نجاحه إلى التفكير فى غيره أيضا.

لمزيد من مقالات سامى فريد

رابط دائم: