أقدر الدور الاستثنائى الذى يلعبه جهاز الرقابة الإدارية وقد أصبح بالنسبة للمصريين ـ جميعا ـ الأمل الوحيد فى إنقاذ البلد من ويلات انحراف وقصور إدارى وذممى كبير، وربما كان اقتناعى بذلك الدور هو ما يدفعنى اليوم إلى تقديم دعوة إلى اللواء محمد عرفان جمال الدين رئيس جهاز الرقابة الإدارية أن يقوم ـ من خلال رجاله ـ بتفقد منطقة الساحل الشمالى للأسكندرية من مارينا إلى أقصى نقاط الغرب، ويسجل المظاهر التى يصادفها لأنماط استهلاك قاطنى تلك البقعة وكذلك أنماط سلوكهم، وأنا لا أستبق الأمور وأوجه لأحد سكان الساحل الشمالى الغربى أو كلهم اتهاما بأى شيء، ولكن ماذا يقول المرء أمام أسعار الوحدات العقارية التى يبلغ بعضها عدة عشرات من ملايين الجنيهات؟، وماذا يقول الإنسان أمام سلوك أحد الأثرياء حين اشترى سيارة دفع رباعى لابنه البالغ من العمر 14سنة وثمنها 2مليون جنيه؟ وماذا يفعل الواحد أمام طوابير السفرجية والباتلرز والنادلين التى تصطف أمام كل قصر استعدادا لحفلات المساء والسهرة؟.. إن المواطنين ياسيادة اللواء يتناقلون أخبار السلوك الفاجر لهؤلاء الأثرياء ويريدون أن يعرفوا ـ بشكل علنى ـ من أين تحصل هؤلاء الناس على ثرواتهم المهولة؟ وما هو مصدر العيش الشريف والكسب المشروع الذى يدفع رجلا من سراة القوم إلى أن يسكر هو وأصدقاؤه ويدفع ـ يوميا ـ بضعة آلاف من الجنيهات ثمنا للخمر الذى يعبه؟ نريد ـ حقا ـ أن نعرف وليس لنا وسيلة إلا مخاطبتك يا سيادة اللواء، ونحن لا نقول أمموا أو صادروا الناس ولكن رشدوا سلوكهم وحاسبوهم.. والحساب ليس ضرائبيا فحسب، ولكنه يجب أن يكون وطنيا لأن ما نراه ـ الآن ـ خارج عن فكرة الانتماء لبلد أو الارتباط بشعب.
معذرة إذ أقحمت نفسى على شواغلك، ولكنه ضغط ما عانيناه ونُجبر على مشاهدته بأعيننا كل يوم، ولا نجد أمامنا بارقة أمل سواك وجهازك العتيد.
لمزيد من مقالات د. عمرو عبد السميع رابط دائم: