.. تظل الأزمة السورية، مرهونة صعودا وهبوطا، بتدخل القوى الدولية والإقليمية، بينما حلها لا يمكن أن يتم إلا بيد أهلها.
.. على الجانب الآخر، هذه القوى الإقليمية والدولية، كإيران وروسيا، مثلا، استنزفت طوال سنوات سبع، حتى قدمت الكثير من الدعم العسكرى والمادى لكيلا يسقط النظام السورى وقد نجحت فى ذلك إلى حد بعيد، وبالطبع من ورائها نظام يعرف جيدا كيف يدير أزماته (راجع على سبيل المثال وليس الحصر افلاته من اتهامه بالضلوع فى اغتيال رفيق الحريرى رئيس وزراء لبنان الأسبق).
.. ويبدو أن هناك فوق تعب القوى واستنزافها ورغبتها فى هدنة أو انهاء الأزمة تماما، تفاهمات بين سوريا وروسيا وايران من جانب والولايات المتحدة ودول الخليج الفاعلة (خاصة بعد الانشغال بالأزمة القطرية) من جانب آخر بتهدئة الأجواء والتنازل عن شرط تنحى الرئيس السورى بشار الأسد قبل أى تسويات مقبلة... كما يبدو ذلك فى بدايات العودة المفاجئة لمئات الآلاف من السوريين من دول اللجوء إلى الشام والمحافظات السورية، وهو ما يعنى أن فى الأفق تغييرات ما بناء على ما يحدث على الأرض... فى مارس عام 2011 (أوج الانتفاضة السورية) سألتنى المذيعة دينا عبد الرحمن فى قناة دريم المصرية عن الثورة السورية وآثارها وتوقعاتى للنظام السورى فقلت إن نظام بشار الأسد لن يسقط ولما اندهشت مقدمة البرنامج من هذه الثقة، استطردت قائلا إن سوريا غير أى دولة أخرى ونظامها معشق فى الدولة، ويحتل وجدان الناس رعبا أو مهابة أو حتى حبا، فالطفل السورى يفطم على أن النظام أو حزب البعث الحاكم هو الدولة، ومن دونه لا دولة ولا حياة ولا حتى موت، وهو ما حدث بالفعل؟!.
[email protected]
لمزيد من مقالات ايمن المهدى; رابط دائم: