لن تتأثر هيبة الدولة إذا فتحت حوارا مع سكان الزمالك الذين اتخذوا طريق الحوار والتفاوض والأساليب السلمية المشروعة فى عرض قضيتهم العادلة بعد تخوفهم من تعرض أرواحهم للخطر، بسبب البدء فى مسار المرحلة الثالثة لمترو الأنفاق تحت منازلهم بعد تصاعد تحذيرات العديد من الخبراء فى مجال الهندسة من هذا المسار، ولكن للأسف لم يستمع لهم مسئول بالدولة ويتم فرض سياسة الأمر الواقع دون إجراء حوار مجتمعى وكأنهم لا وجود لهم حتى إنهم فشلوا فى لقاء وزير النقل لعرض قضيتهم وما لديهم من مستندات تؤكد وجهة نظرهم.
وسكان الزمالك لا يعارضون مد مترو الأنفاق إلى الزمالك ولكن اعتراضهم فقط على مساره وأن يسبق البدء فى المشروع إجراء الدراسات الكافية والجادة للتربة والمبانى التى سوف يسير أسفلها المترو، خصوصا أن الزمالك جزيرة يتزايد فيها منسوب المياه وطبيعة تربتها تختلف تماما عن الأراضى التى يمر عليها مترو المرحلة الأولى والثانية، حيث تتطلب إزالة المياه الجوفية مما يؤدى إلى خلخلة حبيبات التربة وتهديد اساسات عقارات الزمالك التى صدر لبعضها أوامر تنكيس بعد تأثرها بزلزال سنة 1992.
لماذا لا تستمع الدولة لسكان الزمالك؟ وتناقش معهم البدائل المتاحة لنقل مسار المترو والمحطة من شارع إسماعيل محمد الذى لا يتجاوز عرضه 12 مترا ويضم العديد السفارات والقنصليات الأجنبية إلى منطقة أبو الفدا الأكثر اتساعا بدلا من المكان الذى حددته الشركة المنفذة، الذى سيؤدى ضيقه إلى تحويل الحى الراقى إلى منطقة عشوائية مزدحمة.
[email protected]
لمزيد من مقالات نبيل السجينى; رابط دائم: