من الغرائب التي تتردد هذه الأيام، والتي من الأفضل أن تظل في حدود النكت، لأن أي مناقشة جادة لها سوف تستنزف الوقت والطاقة، أن يُصدِر بعض المثقفين بياناً يعتذر فيه لمن يقول إنهم جماهير شرفاء، لأنه مضطر إلي أن يخذلهم برغم أنهم يضغطون عليه بشدة للترشح للانتخابات الرئاسية القادمة ويُعدِّد أسبابه، التي تحول دون أن يمتثل لإلحاح جماهيره، بأنه فقد الأمل، كما أنه غير مطمئن إلي نزاهة العملية، إضافة لانشغاله بأبحاثه الأكاديمية التي هي ملاذه..إلخ! ولا يذكر كلمة واحدة عن انعدام أي فرصة له للسقوط بشرف، ودون أن يفسر كيف يمكن أن ينال أصوات عشرات الملايين من الجماعة الناخبة في حين أن جيرانه الذين يعيشون معه في العمارة لا يعرفونه والمرجح أنهم لن يصوّتوا لصالحه إذا فكر في خوض انتخابات ممثل الشاغلين وبالطبع، لا يعيب المثقف أن تجهله الجماهير وإنما يعيبه أن يتوهم أن له شعبية جارفة!
وهناك أيضاً من يطلب من الرئيس السيسي عدم الترشح في الانتخابات القادمة، وهو طلب غير معهود في الديمقراطية التي ينشدها صاحب الطلب، وفي نفس الوقت لا يطرح مرشحاً بديلاً يمثله ويكون له فرصة للفوز في معركة الرئاسة؟ ومن المنطقي أن يستفيد من هذه الجهود طرف آخر! فهل هناك غير جماعة الإخوان التي يمكنها أن تهتبل هذه الفرصة، بفرض أنها يمكن أن تحدث؟
الحقيقة الصادمة، أنه لم تتضح بعد إمارة جادة واحدة عن أنه لم يعد يفصلنا عن الانتخابات الرئاسية المقبلة سوي نحو 10 أشهر فقط لا غير، برغم ما لمنصب الرئيس في مصر من أهمية وتقدير علي جميع المستويات، وأعتقد أنه من الأفضل أن يُعجِّل الرئيس السيسي بإعلان قراره بخوض الانتخابات، فهذا من شأنه أن يُضفِي جدية علي الموضوع، كما أنه سوف يكون عامل تحفيز للمعارضين أن يلموا صفوفهم وأن يحسموا اختيارهم علي من يمثلهم في المعركة، بفرض أنهم سوف يستطيعون تحجيم الأصوات التي دأبت علي المقاطعة، والتي تنسي دائماً تبعات المقاطعة.
[email protected]
[email protected]لمزيد من مقالات أحمد عبد التواب; رابط دائم: