قرار الحكومة الإيطالية عودة سفيرها إلى مصر بعد عام ونصف العام من مقتل الباحث جوليو ريجينى يعد انتصارا للدبلوماسية المصرية، أثبتت النتائج أن مصر تمتلك ثروة هائلة من الدبلوماسيين المصريين الذين يعملون بوزارة الخارجية وبجميع سفاراتها بالخارج، والذين أوضحوا للعالم أن مصر لم تتوان فى تقديم الأدلة المطلوبة فى قضية الشاب الإيطالى، وفى نفس الوقت لم تتستر على جريمة، وأنها كغيرها من عشرات القضايا التى تحدث فى العالم ، لقد أدرك الإيطاليون أخيرا أنهم قدغالوا فى الضغط على مصر فى هذه القضية، خاصة أن مصر لم تتعامل مع إيطاليا بنفس الطريقة عندما مات لها أكثر من مواطن على أيدى إيطاليين، وآخرهم المهندس المصرى طارق أحمد عبدالحميد الذى قتله إيطالى بإحدى القرى السياحية بالغردقة أخيرا، فضلاً عن اختفاء المواطن المصرى مجدى عقل فى ميلانو بإيطاليا منذ شهور ولم تعلم مصر عنه شيئاً، مصر تعاملت مع القضية بحكمة عالية ودبلوماسية راقية، ولم تستغل الظروف وتوظف القضايا للتشنيع على إيطاليا كما فعلت إيطاليا، من أجل هذا كان القرار من جانب إيطاليا بعودة سفيرها للقاهرة بعد أن أدركوا أنهم يتعاملون مع بلد كبير لقد استغلت بعض الدول والهيئات قضية ريجينى لتزداد النار لهيبا، ولكن سرعان ما كانت خطوات الدبلوماسية المصرية ناجحة فى قتل الأفكار الهدامة التى كانت تحاول الصيد فى الماء العكر. شكراً للسيد سامح شكرى وزير الخارجية والعاملين معه من الدبلوماسيين الأكفاء الذين واصلوا العمل ليل نهار كى يثبتوا للعالم ولإيطاليا أن مصر بخير، وأن ما حدث للباحث الإيطالى ما هو إلا واحدة من القضايا التى تحدث فى إيطاليا وفى العالم كل يوم.
لمزيد من مقالات د . إبراهيم البهى ; رابط دائم: