ليس مبالغة وصف حال السكك الحديدية فى مصر بأنه «خرابة» لا تحتاج إلى تطوير وإنما إلى نسفها بالكامل والعمل بمنظومة جديدة متطورة كما هو موجود فى العالم المتحضر.. وعندما كتبت هنا منذ عامين عقب رحلة للصين شاهدت فيها التقدم المبهر الذى حدث لمنظومة السكك الحديدية هناك بعد أن كانت مهترئة وتغط فى الفساد، وقلت لماذا لا نسلم إحدى الشركات الصينية كل سكك حديد مصر ونتسلمها متطورة بعد 5 أو 10 سنوات لم أكن أبالغ، فقد أصبحت القطارات والمحطات والإشارات والقضبان فى وضع متهالك لايصلح لأى شيء.. وغير آدمى بالمرة وكأنها لم تعرف التطور ولا التحديث منذ أدخلها الانجليز إلى بلادنا فى عام 1854 لتكون مصر ثانى دولة فى العالم تعرف السكة الحديد، ومع نهاية عام 2017 تكون أسوأ دولة فى حوادث القطارات وتسبق بنجلاديش والهند!
ولا أدرى أين المليارات التى يعلن تخصيصها لتطوير هذا المرفق المهم منذ أكثر من 35 عاما.. وعقب كل حادث مأساوى يخرج المسئولون ويبشروننا بتخصيص 8 مليارات ثم 10 ثم 4 ثم... ولانعرف أين تذهب تلك المليارات والسكك الحديدية يزداد وضعها سوءا.. مثل هذا الفساد فى السكك الحديدية شهدته الصين منذ أكثر من 20 عاما، حتى تم القضاء عليه وشهدت السكك الحديدية بعدها نهضة مبهرة..
لن أتحدث عن القطارات ونظافتها ودقتها بالثانية كما شهدت فى اليابان على مدى 9 سنوات أو كما رأيت خلال زياراتى لسنغافورة والصين، وهولندا، لأننا نحتاج إلى سنوات من العمل الجاد للوصول إلى ما وصلوا إليه من تقدم، وأرى أن الحل العاجل لمنظومة السكك الحديدية والخطوة الأولى لتقدم هذا البلد العريق هو تفعيل مبدأ المحاسبة ولا يفلت مسئول مهما علا شأنه من العقاب إذا أخطأ، ولكن مادامت الدولة المصرية لاتستطيع أن تضبط المرور فى الشوارع ولا تستطيع أن تزيل حواجز أقامها أحدهم أمام عمارته لركن سيارة «سيادته» وعندما نشتكى تأتى حملة من المجلس المحلى ويطرد عمال الحملة ويتمكن من الإبقاء على السلاسل والجنازير التى شيدها سيادته فيتبعه آخرون، فإن السكك الحديدية وغيرها سوف تظل فى التخلف والفساد!
لمزيد من مقالات منصور أبو العزم; رابط دائم: