رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

إشراف: أحمد البرى
خدمة توصيل الحقوق

أحمد البرى
بالأمس لم تكن لدينا خدمة توصيل الطلبات للمنازل ـ على النحو السائد حاليا ـ من وجبات غذائية وأدوية ومنتجات وأجهزة،

ولكن كانت هناك خدمة توصيل من نوع خاص لا تدانيها خدمة توصيل أخرى إذ تعد الأعلى منزلة والأرفع قدرا والأعز شأنا والأثقل وزنا فى ميزان المرء يوم القيامة وهى (خدمة توصيل الحقوق لأصحابها)!! فقد كان المدير يحرص ـ حرصه على حياته ـ على اعطاء كل ذى حق حقه دون أن يطالب به أو يستفسر عنه من ترقيات ومكافآت وحوافز وعلاوات استثنائية.. الخ وفقا لآلية ذاتية دقيقة يمليها عليه ضمير يقظ وتميزها خطوط واضحة وفاصلة بين الذين يعملون، والذين لا يعملون، وبين الموظف المتميز، والموظف المهمل، وكان هناك من أن تأمنه بمبلغ من المال على سبيل الاقتراض يبادر برده إليك فى الوقت المتفق عليه دون مطالبة منك، وكان المارة أحرص ما يكونون على أداء (حق الطريق) على النحو الأمثل فيغضون البصر ويردون السلام ويميطون الأذى عن الطرقات وغير ذلك من سلوكيات محمودة، وكان الجار يرعى حقوق جاره حق الرعاية بالإحسان إليه ومشاطرته الأتراح ومشاركته الأفراح وعدم التربص به أو التعرض له بأذى أو شر أو مكروه، وكان عميد الأسرة أو أكبر الأبناء يبادر بتعريف الأبناء الأخوة بحقوقهم الشرعية فى الميراث ويمد يد العون لهم ـ دون أن يطالبه وريث أو أن ينبس أحد المستفيدين ببنت شفة ـ لتوثيق ذلك أو منحهم إياها من باب أداء الأمانات لأهلها وحفاظا على العلاقات الأسرية وصلة الرحم، وغير ذلك من الأمثلة التى ترصد بوضوح وصدق رواج خدمة (توصيل الحقوق لأصحابها) وذيوع صيتها فى أيام الزمن الجميل!! أما اليوم فقد انحسرت هذه الخدمة وذهبت أدراج الرياح وأصبحت نسيا منسيا ـ أو كادت ـ فلا يستطيع الموظف المتميز الحصول على حقه المشروع إلا بشق الأنفس بين مذلة السؤال ومرارة الانتظار ومذكرات والتماسات ومناشدات حيث توجه بوصلة العطايا والمزايا فى الأغلب الأعم نحو كل من له ظهر وظهير من الموظفين وبصرف النظر عن اعتبارات الخبرة والكفاءة والاجتهاد، ولا يتمكن الدائن من استرداد مبلغ القرض من المدين إلا مادام عليه قائما فى ظل رفعه شعار (السلف تلف والرد خسارة).. وأصبح البعض ينكرون حق الطريق ويهدرون حق الجار ويبددون حقوق الورثة الشرعيين فنراهم يسوفون ويماطلون ويحاورون ويناورون ويتربصون بالأخوة والأقارب إلى حد إراقة الدماء وإزهاق الروح من أجل الميراث، وغير ذلك من الأمثلة التى تشير بقوة إلى كساد خدمة توصيل الحقوق لأصحابها فى زماننا هذا والتى كانت سائدة ومعتادة ومعلما من معالم الزمن الجميل!! وأتساءل وفى الحلق غصة: ماذا أصابنا؟!! ولماذا تغيرنا وتبدلت أحوالنا إلى الأسوأ؟!! ولماذا يستمريء البعض إهدار حقوق الغير فلا يقيمون لها وزنا؟!! وماذا يضير هؤلاء لو بادروا بأداء الأمانات إلى أهلها امتثالا لأمر الله العلى القدير؟!! وإلى متى ستظل نفوسهم الأمارة بالسوء تناصب العداء وتتربص بضمائرهم؟!! وكيف استبد بهم الطمع والجشع وتمكنت منهم غلظة القلب وقسوة الطباع؟!! وأخيرا ماذا يفيد المرء لو كسب الدنيا وخسر الآخرة بمجافاة القيم الرفيعة والمباديء السامية والسجايا القويمة وأعمال الخير التى تقربه من الله زلفى والتى يأتى فى طليعتها فضيلة «أداء الأمانات إلى أهلها»؟!!

مهندس ـ هانى أحمد صيام

قطاع البترول سابقا

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق
  • 1
    ^^HR
    2017/08/16 08:28
    0-
    0+

    اسباب انتشار خدمة توصيل الطلبات للمنازل
    1) الركود وتقلص ارتياد الناس للاماكن،،2) كثرة الاماكن التى تقدم الخدمات وازدياد حدة التنافس بينها.....أما الخدمات المطلوب توصيلها اقول ان المروءة والرحمة بعافية شوية فلا احد يعنيه شأن غيره الا من رحم ربى
    البريد الالكترونى
    الاسم
    عنوان التعليق
    التعليق