رئيس مجلس الادارة
عبدالمحسن سلامة
رئيس التحرير
علاء ثابت
منذ فترة أعلنت وكالة «الأناضول» التركية أن هناك قواعد أمريكية فى شمال سوريا، وتركيا هى دولة حليفة للولايات المتحدة ورفيقة فى عضوية حلف «الناتو»، وبعد تداول تلك الأنباء انتفض متحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» ليقول بأن إذاعة مثل تلك الأنباء يعرض حياة الجنود الأمريكيين للخطر، ومؤخرا إبان استعداد الجيش اللبنانى لمعركة «عرسال»، تكلم مصدر لبنانى عن مدى معاونة قوات التحالف ضد داعش فى هذه المعركة، وأوحى بأن هناك وجودا للقوات الأمريكية على الأرض يسمح لها بالتدخل. وبغض النظر عن العراق والأردن ولهما وضع خاص فإن الوجود الأمريكى لا بل القواعد فى سوريا ولبنان مسألة خطيرة تدفع للتساؤل، فمن الذى سمح بوجود تلك القواعد؟ وهل استأذن أحد المجالس النيابية والتشريعية فى تلك البلدان من أجل السماح للقوات الأمريكية بالوجود على الأرض أو التحرك منها لمواجهة أية عدائيات؟ وهل تم إبلاغ الرأى العام المحلى فى تلك البلاد بمنح القوات الأمريكية قواعد للتحرك؟ وهل تحددت مدة بعينها لبقاء القوات الأمريكية فى تلك القواعد؟ الإجابة عن كل تلك الأسئلة بكلمة واحدة هي: «لا»، فالقوات الأمريكية لم تفعل مثل نظيرتها الروسية حين أقامت قاعدة فى «حميميم» و«طرطوس» فأخذت إذن مجلس الدوما ومجلس الدفاع الوطنى فى روسيا، وعلى المقلب الآخر أخذت إذن المجلس النيابى السوري، ولكن الأمريكيين تصرفوا كأصحاب بيت واعتبروا البلاد العربية سداحا مداحا براحا يبرطعون فيه كما يشقشق أو يزقزق فى رءوسهم المريضة. والذى يراقب التصرفات الأمريكية الداخلية فى التضاغطات بين الكونجرس والبيت الأبيض والرأى العام والميديا أو الإعلام والصحافة، يتصور ـ منطقيا ـ أن الأمريكان مثلما يراعون بدقة مواقف مؤسساتهم السياسية والشعبية ويحسبونها بكسورها وأعشارها، فإنهم يفعلون نفس الشيء فى البلاد الأخري، ولكن الحقيقة أن الأمريكيين يتصرفون على نحو شديد البلطجة، ولا ينظرون بأى قدر من الاحترام إلى سيادة الدول واستقلالها، ويضعون أياديهم على قواعد لم يسمح بها أحد، أو سمح بها من ليس له صلاحية أو سلطة. الشيء الغريب أن الرأى العام العربى لم يثر أو ينتفض حين علم أن الأمريكيين اقتطعوا قواعد بوضع اليد فى بلاده، وإنما تعامل ببلادة واعتياد وكسل عقلى ووطنى شديد. لمزيد من مقالات د. عمرو عبد السميع