رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

لا.. ضربك و «أهانك» يا كابتن !

منذ سنوات اعتدى لاعب الاسماعيلى سعفان الصغير على الحكم الدولى عصام صيام بالضرب وتردد الحكم فى معاقبته أو طرده وعندما واجهه الصحفيون لم يعترف بأن اللاعب اعتدى عليه فأصر إبراهيم حجازى رئيس تحرير الأهرام الرياضى على نشر غلاف المجلة بالكامل للضربة التى وجهها اللاعب إلى رأس الحكم الدولى تحت عنوان «لا ضربك يا كابتن» دفاعا عن كرامة الحكم قاضى الملعب التى لا تنفصل عن كرامة اللعبة وهيبة الدولة، وبعد هذا الغلاف بأيام أحيل الحكم إلى التقاعد من القوات المسلحة، وأعيد اليوم التذكير بهذه الواقعة وأنا أستغرب مبررات حكم المباراة النهائية للبطولة العربية أمس التى دفعته للتغاضى عن الاعتداء عليه للعبور بالمباراة إلى بر الأمان، فبعد المهزلة التى بدأت فى الشوط الثالث الإضافى من مباراة الفيصلى الأردنى والترجى التونسى وإحراز الأخير هدفه الثالث وضاعت أحلام الفيصلى فى إحراز البطولة والـ(إثنين ونصف مليون دولار) تم الاعتداء على الحكم إبراهيم نورالدين بالركل والرفس والنطح بالروسية من اللاعبين والاحتياطيين والاداريين والجماهير الفيصلية على الهواء مباشرة وبعد أن ذهبت الكأس للترجى العريس وتركت الخيبة والويبة للمتاعيس ظهر حكم المباراة أبراهيم نور الدين (مع شوبير) وضيوفه وسأله عن سر برود أعصابه وتخليه عن عدم طرد اللاعبين والاداريين الذين اعتدوا عليه أثناء المباراة قال حكم مصرالأول: إننى حرصت على سمعة بلدى وتحليت بالروح الوطنية حتى لا افسد نجاح مصر فى تنظيم البطولة، وهو تقدير غريب جدا أن يكون التهاون فى تطبيق القانون داخل الملعب من الوطنية حتى ولو كانت المخالفة تنال من قاض المباراة وضد الحكم شخصيا وتهدد سلامته، فكانت نتيجة السياسة والكياسة والوطنية أن ساءت سمعة الحكم لسوء تقديره باحتساب هدف مشكوك فى صحته، فصار حكم (العروبة والوطنية) مثل التى رقصت على السلالم فلا هو استخدم القانون فى الحفاظ على سلامته وسلامة اللاعبين حتى ولو أنهى المباراة واعتبار الفيصلى مهزوما لسوء السلوك، ولا سكوته بدافع الأخوة والوطنية قاد المباراة إلى برالأمان، فإذا كانت الوطنية وشكل مصر الحضارى والسياحى قد دفعته للتراخى فى تطبيق القانون وهو يقود مباراة بطولة بين شقيقين عربيين فماذا كان سيحدث لو أن أحد طرفى النهائى فى بطولة ودية فريق عربى فى مواجهة فرقة أجنبية أو فريق مصرى الجنسية؟ هل كان سينضم فى المعركة لأحد الفريقين تطبيقا لمبدأ الغيرة القبلية (أنا وأخويا على ابن عمى وأنا وابن عمى على الغريب)؟!.. وأدهشنى أن يعزف على اسطوانة الأسباب الوطنية المهندس محمود طاهر رئيس النادى الأهلى منذ أيام حين قال (أن الوطنية هى التى جعلتنا نشترك فى البطولة العربية فلا يصح أن تعود البطولة العربية بعد غياب سنوات عن القاهرة دون أن يشترك فيها أعرق ناديين فى مصر هما الأهلى والزمالك، وأن الأهلى نادى القرن شارك بدوافع سياسية بحتة وليس بغرض البطولة فى ذاتها، وكان من رأى حسام البدرى إعطاء اللاعبين راحة إجبارية بعد ثلاثة مواسم متصلة).. سافر فعلا لقضاء إجازته مع أسرته فى كندا وشارك المدرب أيوب بالفريق الثانى وحارس المرمى الاستبن ، ولكن بعد الفوز فى المباراة الثانية والثالثة ودخول الأهلى الدور الثانى (زغللت) جائزة الـ(إثنين ونصف مليون دولار) فى عين إدارة الأهلى فاستدعى المدير الفنى من كندا وقطع الفريق الأساسى فترة الراحة وجاء اللاعبون الكبار من الدار للنار، فكانت الهزيمة من الفيصلى الأردنى بهدفين لهدف، فصار رئيس «نادى القرن» كالذى رقص على السلم، فلا هو أكمل البطولة بالاحتياطى كما فعل الهلال والنصر وأعطاه ثقة المنافسات القوية وأراح الفريق الأساسى ولا هو لعب من البداية بالفريق الأول واعتبر سمعة النادى ومكانته العالمية والعربية والمنافسة بقوة على البطولة وتشريف اسم مصر من ضمن الدوافع والواجبات الوطنية والسياسية!

وما دخل هيبة الدولة والمعاييرالوطنية والقبلية فى بطولة كروية ودية أطرافها أندية عربية فهل السبب فى هذا الجنون بين الأخوة هو المبلغ الضخم الذى سيحصل عليه الفائز الأول الذى أخرج الجميع عن المنافسة الشريفة والروح الودية؟.. ومنذ متى ينزل رئيس نادى القرن من برجه العاجى وقيمه التاريخية ليقدم تفسيرات هى من عمل الجهاز الفنى والإدارى عن إراحة المدرب واللاعبين، ولا حتى لتبرير خسارة بطولة حبية، فهل هى عدوى أصابته من ميت عقبة أم ضرورات انتخابية بعد أن بدأت تلوح فى الأفق رياح حسن حمدى القوية؟!.. فلا تبرير الهزيمة يليق برئيس القلعة الحمراء ولا ادعاء المواءمات السياسية والأخوة العربية وصورة مصر السياحية يليق بحكم مصر «الوطنى»، ونحن نكرر ماقاله ابراهيم حجازى منذ سنوات «لا ضربك يا كابتن» لعل الجهات المختصة تكرر معك نفس الجزاء فكرامتك من كرامة القانون واللعبة ومصر كلها، والرسالة التى أستشعرها من التصريحين تحمل رائحة الفوضى الرياضية والمهزلة التحكيمية باسم الشرف والوطنية، وفشخرة مالية ومنافسات قبلية ورياح بيضاء تهب على القلعة الحمراء!

لمزيد من مقالات أنور عبد اللطيف;

رابط دائم: