على الرغم من تراجع الإصابات بالحمى الروماتيزمية الحادة، لاتزال هى السبب الرئيسى وراء الإصابة بأمراض القلب الروماتيزمية فى الفئات العمرية دون الـ30 عاما. وفى خطوة جادة لتوحيد الجهود الدولية لمواجهة المرض والوفيات المرتبة عليه تم تدشين «اتفاق القاهرة» لدعم جهود الاكتشاف المبكر للمرض وتوفير الخيارات العلاجية المتقدمة وإتاحتها للمواطنين لمنع وقوع ضحايا جدد يقدرون بأكثر من 300 ألف حالة وفاة سنويا حول العالم.
«اتفاق القاهرة» الذى نشرته دورية «ذا لانسيت» العلمية فى عددها الصادر فى يوليو الحالي، تم بدعوة من مركز القلب باسوان وبمشاركة عدد من الخبراء وصانعى السياسات وممثلين للاتحاد الدولى للقلب ومنظمة الصحة العالمية، وعلى رأسهم كل من جراح القلب البروفيسور مجدى يعقوب، البروفيسور بونجانى مايوسى عميد كلية علوم الصحة بجامعة كيب تاون والبروفيسور الفرنسى ألان كاربنتير رائد جراحة زرع القلب البديل، إلى جانب ممثلين عن مركز أبحاث القلب بلندن ومعهد أبحاث صحة السكان بكندا. وتتضمن عشر توصيات من جانبى الوقاية والعلاج بتنسيق دولى من خلال إنشاء قواعد بيانات لتوفير بيانات أكثر دقة عن انتشار المرض ونسب الإصابة، الإسراع فى تطوير مراكز على المستوى المحلى على أن تربط بشبكة عالمية موحدة، وإتاحة عمليات إصلاح وتغيير صمامات القلب التالفة مع توفير التدريب اللازم للأطباء الشباب على التقنيات الجديدة.
يضاف إلى ذلك توفير البنسلين طويل المفعول فى المناطق ذات الانتشار الأعلى للحمى الروماتيزمية، العمل على تصنيع لقاح فعال ضد الحمى الروماتيزمية، بالإضافة إلى الاهتمام بالجانب البحثى ممثلا فى دراسة وتحديد الأشخاص الأكثر استعدادا، تطوير المؤشرات الحيوية للتشخيص المبكر ومتابعة تطور المرض، كذلك دراسة الدور الوقائى للعقاقير المضادة للالتهابات و الأدوية المثبطة للمناعة فى منع حدوث الجلطات الدموية وقصور القلب المرتب عليها. دعم الأبحاث وإسراع الجهود المبذولة فى توفير بدائل لصمامات القلب بالاعتماد على هندسة الأنسجة بأسعار مقبولة.
وينتظر أن يتم تمرير هذه التوصيات فى مؤتمر منظمة الصحة العالمية الحادى والسبعين المزمع انعقاده فى مايو 2018. من أجل متابعة تنفيذ هذه التوصيات لخفض معدل الإصابات بروماتيزم القلب، وتعزيز البنية التحتية الضرورية للرعاية الصحية، خاصة ان أغلب المرضى من الفقراء ومحدودى الدخل. ومن المعروف أن الحمى الروماتيزمية الحادة هى استجابة مناعة لالتهابات الحلق المتكررة والناجمة عن العدوى بالميكروب السبحي. ويؤدى عدم الاكتشاف المبكر للحالة وإهمال العلاج بحقن البنسلين إلى تطور مضاعفات الحمى الروماتيزمية على القلب بشكل دراماتيكى محدثة ضيقا أو ارتجاعا فى الصمامات، وهبوطا فى عضلة القلب، وهو ما يتطلب اللجوء إلى إجراء عمليات قلب مفتوح.
وعلى الرغم من وجود نحو 33 مليون شخص متعايش مع روماتيزم القلب حول العالم، لا يتوافر بيان إحصائى بنسب الإصابات بروماتيزم القلب فى مصر. ولكن تشير بعض التقديرات إلى تراوح نسب الإصابة العالمية من 2 ـ 100 طفل لكل 100 من أطفال المدارس وفقا لتقارير سابقة لمنظمة الصحة العالمية.
رابط دائم: