رئيس مجلس الادارة
عبدالمحسن سلامة
رئيس التحرير
علاء ثابت
فى السنوات الأخيرة من الزمن الجميل، كانت جماهير الكنانة تترقب بشغف ألحان الموسيقار محمد عبدالوهاب التى ستشدو بها سيدة الغناء العربى أم كلثوم ليس للاستمتاع بكوكب الشرق فحسب بل تمهيد لمفاجأة أخرى حيث سترقص سهير زكى على أنغامها فى تشكيل جسدى ممتع ورائع تنقله على الهواء مباشرة شبكاتنا المرئية فى ذلك العصر قبل أن تهتدى للفضيلة المزعومة. وبثورة النفط مستهل السبعينيات شاعت دعاوى الهرطقة والتحريم بالتزامن مع الزحف المفرط إلى ما وصف بالقيم والاخلاق الحميدة، وكأننا أصبحنا دون أن ندرى أبناء حقبة ملعونة ومغضوب عليها من السماء، رغم أن سنواتها كانت ثرية أنجبت فنونا لم تتكرر فى عقود لاحقة. وهكذا انحسر الرقص الشرقى الذى سيصبح عنوانا عريضا للفسق والمجون، فى حين كان الفرنجة يشيدون براقصاتنا وروعة أدائهن، وإعلامه ينتج شرائط توثق مسيرتهن فى هذا العالم المصرى الفريد الذى جعل من هز البطن فنا. والنتيجة أنه تم الحط من قيمته كشكل إبداعى وايقاعى ينبض حبا وحياة، عاكسا طبيعة البشر فليس هناك فى تلك الدنيا من لا يتمايل على نقرات دفوف، ولم ينج الرقص الشعبى وفى القلب منه أيقونته فريدة فهمى من مقصلة الازدراء. المشهد أيضا وصم بازدواجية كشفتها بجلاء الفنانة «دينا» عندما قالت صراحة «يكرهوننا وفى نفس الوقت لا يطيقون الابتعاد عننا» فى إشارة إلى الحاح علية القوم عليها وعلى زميلاتهن لإحياء حفلات عرس وما أكثرها. فى هذه المناخات المسمومة ماتت «غزل» ورغم أنها راحت ضحية مستشفيات بير السلم إلا أن اللعنات والوعيد بالجحيم انهالت كسهام مسمومة لا لشىء سوى كونها راقصة فى بلد أنجب تحية كاريوكا ، رحم الله غزل. لمزيد من مقالات سيد عبد المجيد