رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

اتجاهات
أهلا سعادة الباشا !!

فى طريق العودة من الإسكندرية إلى القاهرة كان الحصول على تذكرة إياب على متن قطار الـ ( في. أي. بي. )أمراً شاقا تطلب وقتا واتصالات ووساطات .. ولكن فور دخول العربة رقم (3) بالدرجة الأولى تحولت الأمور إلى متعة وراحة للأعصاب .. فكل شيء داخل القطار كان يجرى بدقة ونظام تجعلك تفخر بأنك فى منظومة راقية لا تقل بأى حال عن منظومة العالم المتقدم إن لم تكن أفضل .. مقاعد واسعة وفخيمة .. مواعيد منضبطة ودقيقة.. دورات مياه كافية ونظيفة .. حتى مفتش القطار الذى مر مع مساعده ليفحص تذاكر الركاب كان يتصرف برقى وتحضر .

ولكننى فوجئت بأمرين يدعوان للإزعاج ويتطلبان علاجا سريعا من مسئولى السكة الحديد كى لا يفسدا تلك المنظومة الناجحة .

الأول : عندما لاحظت أن المقعدين اللذين بجوارى يجلس عليهما سيدة مع ابنتها التى لا تتجاوز الأعوام الأربعة .. وعندما سألها مساعد المفتش عن تذاكرهما تمتمت بكلمات لم أتحقق منها إلا عندما كررتها للمفتش وهى تقول :

- أنا خال ( فلان الفلانى ) .. ليرد عليها قائلاً :

- آه .. أهلا وسهلا ويتركها دون أن تبرز له أى تذاكر !!

ويتكرر نفس المشهد فى المقعدين اللذين أمامهما فى منتصف القطار لرجلين يستقبل المفتش أحدهما بابتسامة عريضة قائلا :

- أهلا سعادة الباشا.ولا يسأله هو ومن يجلس بجواره عن أى تذاكر، بينما يأتى عمال القطار ليطمئنوا على سعادة الباشا الذى يرتدى ملابس متواضعة ويبدو من عامة الناس!! وحينئذ فقط علمت لماذا الحجز على متن القطار دائما صعب وعصى !!

والثانى على رصيف محطة سيدى جابر التى بدت مزدحمة وخانقة ووقف أمامها شخص تطوع لإرشاد الناس، وعندما حاولت التأكد منه أن العربة التى سأستقلها هى رقم (3) أجابنى بالإيجاب ثم أخذ يلاحقنى طالبا نقودا وهو يمد يده لى ويردد قائلا :

أى خدمة تانى يا سعادة الباشا !!

لاأدرى لماذا نفسد مشروعاتنا الناجحة الجميلة بسلوكيات خاطئة ومسيئة تقلل كثيرا من قيمة المشروع وتعكر صفو المزاج فى منظومة راقية تستحق كل الإشادة والتقدير !!

[email protected]

لمزيد من مقالات مسعود الحناوي

رابط دائم: